- العراق
منذ سنتين

تقية المعصوم في الاعتقادات

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الأطهار . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . أنتم تعرفون أن هناك أحاديث صدرت من المعصوم وهي محمولة على التقية والنقطة التي أحب أن أطرحها هي : أن الراوي ورواة هذا الحديث والسامع الشيعي إذا سمع الحديث المحمول على التقية في ذلك الوقت ورتب عليه الأثر الشرعي وعمل به في مجال العقائد أو في أي مجال آخر يعد من ضروريات المذهب ولم يسمع الحديث الذي فيه الرشاد والصواب من المعصوم . أليس قد يقول قائل بأن الأئمة « عليهم السلام » لم يوصلوا العقائد الحقة إلى شيعتهم كافة ، وأن الأحاديث المحمولة التي صدرت منهم تقية سمعها بعض رواة الشيعة في ذلك الزمن ومن ثم اعتقدوا بشيء يخالف المذهب الاثني عشري في الأصول والضروريات ؟ ! أجيبونا مأجورين . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإننا لم نجد ما يدل على وجود أية تقية في الأمور العقائدية المطلوبة على كل حال . . وكذلك في كثير من غيرها ، فلا تقية في مثل وجود الله تعالى ، وصفاته ، ونبوة رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، والإيمان بالآخرة ، والاعتراف بالقرآن ، والقبول بدين الإسلام ، وغير ذلك من أمور . . وحتى بالنسبة لإمامة أمير المؤمنين والأئمة « عليهم السلام » من بعده فإننا لم نجد أنهم اتقوا أحداً في الاعتقاد والإقرار بها ، ولا في بيانها للناس ، لا من قبل الرسول الأعظم « صلى الله عليه وآله » ، ولا من قبل الأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . . بل التقية لا تصح فيها منهم « عليهم السلام » . . وإذا كان الأمر يرتبط بضروريات المذهب ، فالتقية فيها لا توجب أي ضرر ، لأن المفروض أنها من البديهيات التي يعرفها كل أحد ، فأي تقية فيها سوف تكون مفهومة للإنسان المؤمن على حقيقتها ، وليس في ذلك أية خطورة ، ولا يمثل أي مشكلة . . نعم ، لا شك في أن الأئمة « عليهم السلام » قد استعملوا التقية في بيان بعض الأحكام ، لكنهم وضعوا آليَّة لكشف مواردها ، والوصول إلى حقيقة الأمر فيها ، إذا أحسن الناس استعمالها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

1