logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 3 سنوات

سرقة السيارة ودفع البلاء

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه المولى . . بعد الاطمئنان على صحتكم نرجو من سماحتكم أن تفيدونا بما يلي : هل أن من يضيع محفظته أو تسرق منه أو يفقد سيارته يمكن أن نقول له : بأن هذا حصل ليدفع به عنك البلاء ( دفعة بلاء ) بمعنى أنه لو لم تفقد ما فقدته لربما تتعرض للبلاء ؟ هناك حديث وارد عن أهل البيت « عليهم السلام » : « الصدقة تدفع البلاء » . . فهل أن ما نفقده سواء عن طريق السرقة أو الضياع هو دفع للبلاء عنا ؟ نرجو التكرم بالجواب وإن كان هناك ما يمكن الاستشهاد به .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإن فقدان بعض الأمور إذا لم يكن عن تقصير ، ولا عن سوء تقدير ، ولا عن قلة تدبير ، قد يكون أحياناً من مصاديق الابتلاء للإنسان . وقد روي : أن الله إذا أحب عبداً غته بالبلاء غتاً [1] . أي : غمسه . وروي : أن النبي « صلى الله عليه وآله » لم يأكل من طعام من قال : ما رزئت شيئاً قط . وقال « صلى الله عليه وآله » : من لم يُرزأ فما لله فيه من حاجة [2] . وفي الكافي : قال أبو عبد الله « عليه السلام » : إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى الخصلتين : إما بذهاب ماله ، أو ببلية في جسده [3] . وعن الصادق « عليه السلام » : لو أن مؤمناً كان في قُلة جبل ، لبعث الله ( عز وجل ) من يؤذيه ليؤجره على ذلك [1] . وعن علي « عليه السلام » : ما من الشيعة عبد يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت ، حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه ، إما في مالٍ ، وإما في ولد ، وإما في نفسه ، حتى يلقى الله عز وجل وما له ذنب ، وإنه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه ، فيشدد به عليه عند موته [2] . فهذا البلاء للعبد يوجب : أن يعود إلى الله سبحانه وتعالى ، ليدعوه ، ويطلب منه تفريج همه وغمه . ويؤكد أيضاً لجوءه إلى ربه ، والاستسلام لأمره ونهيه ، وجعل نفسه في كنفه وظله ، وطلب كفايته ما أهمَّه . . مع ملاحظة : أن حقه محفوظ في ذمة من يعتدي عليه بالسرقة أو بغيرها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

1