بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه المولى . .
بعد الاطمئنان على صحتكم نرجو من سماحتكم أن تفيدونا بما يلي :
هل أن من يضيع محفظته أو تسرق منه أو يفقد سيارته يمكن أن نقول له : بأن هذا حصل ليدفع به عنك البلاء ( دفعة بلاء ) بمعنى أنه لو لم تفقد ما فقدته لربما تتعرض للبلاء ؟
هناك حديث وارد عن أهل البيت « عليهم السلام » : « الصدقة تدفع البلاء » . .
فهل أن ما نفقده سواء عن طريق السرقة أو الضياع هو دفع للبلاء عنا ؟
نرجو التكرم بالجواب وإن كان هناك ما يمكن الاستشهاد به .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن فقدان بعض الأمور إذا لم يكن عن تقصير ، ولا عن سوء تقدير ، ولا عن قلة تدبير ، قد يكون أحياناً من مصاديق الابتلاء للإنسان .
وقد روي : أن الله إذا أحب عبداً غته بالبلاء غتاً [1] . أي : غمسه .
وروي : أن النبي « صلى الله عليه وآله » لم يأكل من طعام من قال : ما رزئت شيئاً قط .
وقال « صلى الله عليه وآله » : من لم يُرزأ فما لله فيه من حاجة [2] .
وفي الكافي : قال أبو عبد الله « عليه السلام » : إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى الخصلتين : إما بذهاب ماله ، أو ببلية في جسده [3] .
وعن الصادق « عليه السلام » : لو أن مؤمناً كان في قُلة جبل ،
لبعث الله ( عز وجل ) من يؤذيه ليؤجره على ذلك [1] .
وعن علي « عليه السلام » : ما من الشيعة عبد يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت ، حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه ، إما في مالٍ ، وإما في ولد ، وإما في نفسه ، حتى يلقى الله عز وجل وما له ذنب ، وإنه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه ، فيشدد به عليه عند موته [2] .
فهذا البلاء للعبد يوجب : أن يعود إلى الله سبحانه وتعالى ، ليدعوه ، ويطلب منه تفريج همه وغمه . ويؤكد أيضاً لجوءه إلى ربه ، والاستسلام لأمره ونهيه ، وجعل نفسه في كنفه وظله ، وطلب كفايته ما أهمَّه . .
مع ملاحظة : أن حقه محفوظ في ذمة من يعتدي عليه بالسرقة أو بغيرها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .