عدالة الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . كنت في مناقشة مع بعض الإخوة المتعصبين من مذهب الوهابية والسنة فطرح علي أسئلة عن طريق الإنترنت فلم أجبه ، وقلت له : أعطني الفرصة لآتيك من كتبكم فأرجو مساعدتي .. عدالة الصحابة ما هي بمعتقدكم ؟ أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . أما بالنسبة للسؤال عن عدالة الصحابة ، وهم جميع من رأى رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، ومنهم أبو بكر وعمر . فالشيعة يقولون : إن مجتمع الصحابة كأي مجتمع آخر ، يتميز كل فريق بما يظهر منه من أفعال وأقوال . وهم يقولون : إن الآيات التي استدل بها أهل السنة على عدالة كل من رأى النبي « صلى الله عليه وآله » مميزاً . . ليست صالحة للاستدلال بها على ذلك ، وفي نفس الآيات قرائن واضحة على بطلان استدلالهم هذا ، وكذلك الحال بالنسبة للروايات . بل إنهم يقولون : إن الآيات قد تحدثت عن وجود منافقين بل عن وجود أناس مردوا على النفاق في زمن رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . ممن هم في المدينة وحولها ، ودلت الآيات أيضاً على وجود من كان يعصي الله تعالى ، ويؤذي رسوله « صلى الله عليه وآله » والتاريخ طافح بالشواهد على ذلك . وكل ذلك يدل على : أن الصحابة شأنهم كشأن سائر الناس ، فيهم التقي والولي ، وفيهم المنافق والفاسق ، والعالم والجاهل ، والذكي والغبي ، ومحب الدنيا ، والزاهد فيها ، ومطيع الشيطان ، ومطيع الرحمن . . وهم يعتقدون : أن من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ، سواء كان صحابياً أم غير صحابي ، وهم يحكمون بخطأ أبي بكر وعمر في كثير من القضايا ، ومنها : قول عمر : إن النبي ليهجر ، أو غلبه الوجع . ومنها : ضربهما للزهراء « عليها السلام » ، وإسقاط جنينها ، وكشف بيتها في يوم دفن أبيها ، واغتصابهما فدكاً والخلافة من صاحبها الشرعي ، الذي نصبه رسول الله « صلى الله عليه وآله » يوم الغدير . . والمنصوص عليه في كثير من المناسبات ، ولا سيما آية : * ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) * [1] . أما علي « عليه السلام » فهم يعرفون أنه لم تصدر منه أي مخالفة ، وهو الإمام عندهم والمرجع لهم ، لكونه أعلم الصحابة بنص رسول الله « صلى الله عليه وآله » وهذا هو بيت القصيد وهو أساس مشكلتنا مع محبي الخلفاء ، فإنهم يرون : أن من يخطِّئ صحابياً فقد سبه ، ثم يقولون : من سب الصحابة فهو كافر ، يحل دمه ، وماله ، وعرضه . والمشكلة الأعظم معهم هي أنهم غير مستعدين للنقاش في هذه الموضوعات . . بل هم يريدون أن يفرضوا رأيهم على الناس بالجبر والقهر . . فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون . . وأما بالنسبة للنصوص الدالة على عدم ثبوت عدالة جميع الصحابة ، بل الثابت هو أنهم كغيرهم من الناس . . فقد ذكرناها بشيء من التفصيل في بحث لنا ذكرناه في كتاب : « دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام » . . فراجعه . .