وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، لعل ما تشعرين به من مقارنات يعود إلى نظرة سطحية للأمور، فالسعادة والاستقرار لا يُقاسان بالمظهر الخارجي أو بالسنوات التي يعيشها المرء، ولا حتى بالارتباط المبكر.
والحياة الزوجية مسؤولية عظيمة تتطلب نضجًا وتفهمًا، ولا يمكن للبنات اللاتي يتزوجن في سن مبكر أن يدركن كل الأبعاد والآثار المستقبلية لهذه العلاقة، فالعمر قد يكون عاملاً مساعدًا، ولكنه ليس الحكم الوحيد.
والرضا الحقيقي يكمن في النفس المطمئنة وفي الارتباط بالله تعالى، فجمال الروح وعمق الإيمان هما الجمال الدائم الذي لا يزول بمرور السنين.
وقد يبدو للبعض أن الالتزام الديني يحد من فرص الحياة أو يقلل من الاستمتاع بها، ولكن الحقيقة أن التقوى تفتح آفاقًا من الخير والبركة لا يمكن لغيرها أن يدركها.
ونحن نرى أن السعادة الظاهرية لا تعكس دائمًا حقيقة الأمور، فما يبدو لنا من الخارج قد يختلف تمامًا عما يحدث في الخفاء.
وربما هذه الفوارق الظاهرية هي ابتلاء لكِ، لكي تثبتي على دينك وتقوى الله.
فالله سبحانه وتعالى يوزع الأرزاق بحكمته، ولا يعلم مصالح عباده إلا هو.
ابنتي، إن المسار الذي تسلكينه في حياتك، وهو الالتزام بالدين والعفة والحياء، هو المسار الصحيح والمضمون للسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة.
ولا تسمحي للمظاهر الخادعة أن تزعزع ثقتك بنفسك أو بقيمك.
واستمري في طريقك، وتوكلي على الله، فإنه سبحانه كفيل بأن يرزقك ما هو خير لك في وقته المناسب وبالشكل الذي يليق بك وبدينك.
نسأل الله لكِ دوام العافية والتوفيق، وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة.