logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 4 سنوات

الإسلام . . انتشر بالسيف ، والمسيحية بالكلمة الطيبة

سماحة الشيخ جعفر مرتضى ( رعاه الرب ) . . لقد سمعت أن الدين الإسلامي لم ينتشر بالسيف ، ولكن هذا لم يظهر لي ، والسبب أن الفتوحات الإسلامية التي انتشر بها كانت من خلال السيف ، وخصوصاً في عهد عمر بن الخطاب الخليفة الثاني للنبي محمد كما تعتقدون ، فهو ممثل الإرادة الإلهية لأن الخليفة لا بد له أن يمثل إرادة النبي المرسل من الرب ، ولا أعتقد أن الرب يشاء ذلك ، فيسوع المسيح كان كلمة الرب ونشر الدين من خلال الكلمة الطيبة ؟ وكيف يمكن أن يكون الخليفة بهذه الفظاظة كما قرأت عن شخصية هذا الرجل وأخلاقه ، ولكن إنني أعترف أن من خلال ما قرأته عن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب كان عكس هذا الرجل أي ابن الخطاب ؟


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . تحية طيبة . . وبعد . . 1 - إن ما ذكر في السؤال عن اعتقاد المسلمين في عمر بن الخطاب غير دقيق ، فمن المسلمين طائفة عظيمة جداً لا ترى صحة خلافة أبي بكر ، ولا عمر ولا عثمان ، بل هم يصححون خلافة علي بن أبي طالب وولده الحسن « عليهما السلام » فقط ، وهم يرفضون خلافة الأمويين والعباسيين ، و . . و . . من الأساس . . ويرون أنهم كسائر الحكام الذين استبدوا بالناس وظلموهم . . وغير الشيعة أيضاً وإن اعتقدوا بخلافة عمر بن الخطاب ، ولكنهم لا يعتقدون بأنه يمثل إرادة الله تعالى ، بل هم يرونه مجتهداً ، يخطئ في اجتهاده ويصيب . 2 - أما الفتوحات فقد بحثنا في بعض مؤلفاتنا عن قيمتها ، وبينَّا أنها لم تكن مؤيَّدة من قبل علي بن أبي طالب « عليه السلام » صهر النبي « صلى الله عليه وآله » وابن عمه ، وقلنا : إنه قد كان فيها الكثير من المخالفات ، وكانت تعاني من كثير من الهنات والمشكلات ، وأن شرعيتها غير ظاهرة . . فراجع كتابنا « الحياة السياسية للإمام الحسن عليه السلام » . وليس المعيار في الشرعية عندنا سوى ما فعله رسول الله « صلى الله عليه وآله » وعلي والأئمة « عليهم السلام » لا ما فعله غيرهم . . 3 - إن الجهاد إنما يشرع في الإسلام إذا كان في سبيل الله سبحانه ، أي من أجل الحصول على حرية الاعتقاد ، ودفع الطواغيت عن ممارسة بغيهم وظلمهم ، وفرض أطروحاتهم الفكرية والاعتقادية على الناس . . أو في سبيل رفع الظلم ودفع البغي عن المستضعفين . . وفقاً لما جاء في القرآن الكريم : * ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ . . ) * [1] . وكلا هذين الأمرين مما لا يأباه البشر جميعاً ، بل هو مما تحكم به عقولهم ، وتنقاد له فطرتهم . 4 - وأما بالنسبة لانتشار الدين المسيحي من خلال الكلمة الطيبة . فهذا غير ظاهر الوجه من خلال ما هو متوفر بين أيدينا من نصوص دينية ، وحوادث تاريخية . . فقد ورد في إنجيل متى ( الإصحاح 20 فقرة 34 ) ما يلي : « لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض . ما جئت لألقي سلاماً على الأرض بل سيفاً » . وإذا كانت التوراة المتداولة فعلاً هي مصدر التشريع للمسيحيين أيضاً ، ففيها نصوص لا يمكن قبولها في هذا المجال . . فراجع على سبيل المثال ما يلي : جاء في التوراة : « حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابت إلى الصلح ، وفتحت لك ؛ فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ، ويستعبد ، وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً ، فحاصرها ؛ وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك ، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف . وأما النساء والأطفال ، والبهائم ، وكل ما في المدينة ، كل غنيمتها ، فتغنمها لنفسك ، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً ، فلا تستبقي منها نسمة ما » [1] . وفي التوراة أيضاً : « فضرباً تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف ، وتحرقها بكل ما فيها ، مع بهائمها بحد السيف ، تجمع كل أمتعتها إلى ساحتها ، وتحرق بالنار المدينة ، وكل أمتعتك كاملة للرب إلهك ، فتكون تلاً إلى الأبد » [2] . وثمة نصوص كثيرة أخرى في هذا المجال لا مجال لتتبعها [1] . وشكراً . .