logo-img
السیاسات و الشروط
.. ( 22 سنة ) - العراق
منذ أسبوعين

الاستغفار بعد الذنب

السلام عليكم انا مرات اسوي ذنوب لكن غير الشرك والكفر وبعدها استغفر واطلب التوبه وانا ملتزمه بصلاتي وواجبتي لكن مرات الشيطان يغلبي واكرر الذنب وهم ارجع اتوب لكن جاي اشعر بالخجل من الله وانو مراح يغفرلي بعد شنو اسوي وهل هذا شي صح؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، الإجابة عليه تحتاج إلى عدة أمور: أولاً: على الإنسان المؤمن، حسب ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، أن يكون قلبه دائمًا ما بين الخوف والرجاء. قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: ٥٣). ثانياً: أهم شيء أن يبقى الإنسان عنده الرجاء في رحمة الله، مع الخوف من الوقوع في الذنوب. ولا يصل أبدًا إلى مرحلة اليأس من رحمة الله، لأن اليأس منه يعتبر من أعظم الذنوب، وقد يكون بابًا من أبواب الكفر. ثالثاً: الواجب على المذنب شرعا وعقلا هو التوبة فورا. ولكن التوبة التي تُسمى توبة نصوح، هي التوبة التي يخلص فيها صاحبها النية بعدم العودة إلى الذنب مرة أخرى. ويصل الإنسان إلى هذه المرحلة عبر: معرفة قبح الذنب وآثاره السيئة على الفرد والمجتمع. جهاد النفس، وهو أعظم أنواع الجهاد، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (العنكبوت: ٦٩). رابعاً: ثمرات التوبة النصوح واستقامة النفس هي: استقامة الحياة وراحة البال. الفوز بجنة الخلد وملك لا يبلى، كما قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (الرحمن: ٤٦). خامساً: الخلاصة العملية لكِ هي: استمري في التوبة والاستغفار بعد كل ذنب. اجعلي قلبك متوازنًا بين الرجاء والخوف. اجتهدي في معرفة قبح الذنوب وجهاد النفس لتصلي إلى التوبة النصوح. دعاؤنا لكم بالتوفيق والسداد، ودمتم سالمين ومثابرين على طاعة الله.