logo-img
السیاسات و الشروط
زهراء ( 23 سنة ) - العراق
منذ 4 أسابيع

التعامل مع الأم في ظل ظروف حياتية مختلفة

اني والدي متزوج اثنين من صار عمري 3 سنوات عشت عد زوجة ابوي لان جانت وحدها وابوي عنده دوام فهي ربتني وحاليا عمري 23 وصيدلانيه وخلال هاي السنين كلها ماقصرت وياي بأي شي ولا فرقت بيني وبين اخواني واني اعتبرها أم وليست زوجة أب المشكلة الي أعاني منها من كبرت ووعيت احس بالتقصير اتجاه امي ( الي انجبتني) هي بيتها يصير مقابيلنه يعني مااروحلها ولا اسأل عليها ايام معدودة اروحلها كم دقيقة وارجع بس هي تجينه للبيت واذا تحتاج شي تكلي فهنا هسة حرام عليه اني؟ تعتبر من عقوق الوالدين ؟ مع العلم اني احبها بس لان مو دائماً اروحلها ملتهية دراسة وعمل وكل وقتي وي امي الي ربتني ( زوجة أبوي) فهل اعتبر مقصرة؟ وشنو الي اكدر اسوي؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إنَّ ما قامت به زوجة أبيكِ من رعايتكِ والإحسان إليكِ منذ الصغر هو عمل جليل ومأجور عند الله تعالى، ومن واجبكِ أن تحفظي لها هذا الجميل بالبرّ والامتنان وحسن الصحبة. ولكن، هذا الإحسان العظيم لا يغير من حقيقة أنَّ والدتكِ التي أنجبتكِ لها حقٌ أصيل ومكانة خاصة لا يشاركها فيها أحد، فالمسألة ليست في مقدار الحب في قلبكِ، بل في ترجمة هذا الحب إلى أفعال وواقع، فالبرّ بالوالدين ليس شعوراً داخلياً فحسب، بل هو سلوك وعمل وخدمة واهتمام. إنَّ انشغالكِ بالدراسة والعمل ليس عذراً كافياً لإهمال حقها، خاصةً وأنَّها تسكن بالقرب منكِ، فوجودها في البيت المقابل ليس سبباً للتقصير، بل هو نعمة عظيمة تسهل عليكِ صلة الرحم وبرّها، فأنتبهي إلى أنَّ استمراركِ على هذا الحال قد يوصلكِ إلى باب العقوق، ليس لأنكِ لا تحبينها، بل لأنكِ تهملين حقها الأساسي في الصحبة والرعاية والسؤال، فبادري الى عمل ما يجعلك بارة بها. فابدئي بتخصيص وقتٍ ثابت تُلزمين به نفسك في يومكِ أو أسبوعكِ لوالدتكِ، وتجعلينه اشبه بالفرض الذي لا يجوز تركه، حتى لو كان ذلك وقتاً قصيراً في البداية، ولكن اجعلي هذه الدقائق القليلة ذات جودة عالية، بأن تجلسي معها، وتستمعي إليها باهتمام، شاركيها تفاصيل يومكِ، اسأليها عن احتياجاتها، بادري أنتِ بالسؤال والخدمة، ولا تنتظري حتى تطلب هي منك عمل شيء، اسأليها مثلاً إن كانت تحتاج شيئاً من الصيدلية بحكم عملكِ، أو ساعديها في أمرٍ من أمور المنزل، فقد تحتاجك في هذا الجانب كثيراً بحكم أنَّها قد تكون كبيرة او مريضة، فتحتاج من يساعدها في تظيف ملابسها بيتها وغيرها من الامور المنزلية، ولا تستهيني بهذه الافعال البسيطة، فهذه الأفعال على الرغم من بساطتها بنظرك إلَّا أنَّها هي التي تبني العلاقة وتثبت البرّ وتزيل عنكِ الشعور بالتقصير. وتذكري - ابنتي - أنَّكِ قادرة على أن تكوني ابنة بارّة لأمّين: أمّ أنجبت، وأمّ ربّت، فبرّكِ بوالدتكِ الحقيقية لا يعني أبداً نكران جميل الثانية، بل هو وضع كل واحدة في منزلتها التي وضعها الله لها، وإعطاء كل ذي حقٍ حقه. وفقكِ الله لبرّ والديكِ ونيل رضاهما.