logo-img
السیاسات و الشروط
ام علي الاكبر ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهر

مشاكل سلوك الأطفال

السلام عليكم عندي اختي عمرها 10سنوات وابوية وامي من تسوي غلط ميحاجوها حيل تشلع الگلب وتكول اشياء اكبر من عمرها احجي وياها ميفيد شكد احجي ماكوو ولاكأنو تسمع مرات توصل بيها تكوم تضربني فَ اليوم اني حجيت ويا اهلي محاجوها حجيت وياها ممفاد فَ مديت ايدي عليها ضربتها والله فد ندمانة وهي ولاكأنو تحس وماريدها تكبر ع الغلط اريد حل وياها الانُ لااكدر اعوفها هيج ولا اگدر اضربها واهلي ميحاجوها... شكراً الكم


وعيكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ابنتي الكريمة، أسأل الله أن يفرّج عنكِ ما أهمّكِ، ويقرّ عينكِ بصلاح أختكِ الصغيرة، وأن يجعل غيرتكِ عليها من محبّته تعالى، ومن محبّة أهل البيت (عليهم السلام)، ويثبّتكِ على طريق الحقّ والهدى. وما تشكي منه يدل على حرصٍ صادق وخوفٍ مشروع، ولكن لا بدّ أن نزن العمل بميزان الشريعة، فإنّ الغيرة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى وعيٍ وتثبّت والتزام بالحدود الشرعية، وخصوصًا في التعامل مع الأطفال. وإليكِ الجواب الفقهي والتربوي: أولًا: الحكم الشرعي: إنَّ الضرب الذي يؤدي إلى أذى جسدي محرَّم شرعاً، ولا يجوز لأي شخص، مهما كانت درجة قرابته، أن يعتدي بالضرب المؤذي على غيره، وخاصّة إذا ترتّب عليه جرحٌ أو نزفٌ أو أثر ظاهر في الوجه أو الجسد، فإنّ ذلك يُعدّ من الإيذاء المحرَّم شرعًا، ويترتّب عليه الإثم وضمان الدية، سواء صدر من الأم أو الأب أو غيرهما. وقد بيّن سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه) في فتاواه: "لا يجوز لغير ولي الطفل أو المأذون من قبله أن يضرب الطفل لتأديبه إذا ارتكب فعلاً محرماً أو تسبب في أذى للآخرين. ويجوز للولي أو المأذون من قبله أن يضرب الطفل ضربًا خفيفًا غير مبرّح لا يؤدي إلى احمرار الجلد، بشرط أن لا يتجاوز ثلاث ضربات خفيفة، على الأحوط وجوباً، وذلك إذا توقف التأديب عليه، وإلا فتجب الدية، وأما إذا كان بالغاً، فلا يجوز ضربه مطلقاً على الأحوط وجوباً". وعليه: فما دمتِ ضربتيها فهذا محرَّم شرعًا قطعًا، ويُعدّ من التعدّي المحرَّم الذي يوجب التوبة والإستغفار، ولا يجوز تكرار هذا الفعل تحت أي مبرّر، فإنّه لا يُصلح، بل يُفسد ويزرع الخوف والعداوة بدل التربية والإصلاح. ثانيًا: التربية الصحيحة وكيف تتصرّفين من دون ضرب؟ اعلمي يا ابنتي، أنَّ التربية الحقيقية ليست بالعنف والقسوة، بل بالحكمة والرحمة. وإليكِ بعض التوجيهات العملية التي تُغنيكِ عن الضرب: ١. أوقفي الضرب نهائيًا، واعتذري منها بلغة تفهمها، قولي لها: أنا أحبك، ولن أضربك بعد اليوم أبدًا، لكن سأبقى أساعدك كي تكوني من أحسن الناس. ٢. اجلسي معها جلسة صدق ومحبّة، وافهمي سبب عودتها لتلك المقاطع، قد يكون بدافع الفضول، أو التقليد، أو نتيجة فراغ عاطفي. ٣. قدّمي لها بدائل نافعة وجذابة: برامج تعليمية مرحة، قصصًا عن الزهراء والحوراء زينب (عليهما السلام)، ألعابًا آمنة، أو أنشطة ترفيهية بإشرافك. ٤. اخلقي جوًّا دينيًا داخل البيت، تقرئين فيه معها أدعية صغيرة، وتسمعين أنشودات تربوية، وتناقشين معها قصص الأنبياء والأئمة بلغة تناسب عمرها. ٥. ركّزي على تقوية ثقتها بنفسها: امدحي كل تصرف حسن منها، ولو كان بسيطًا، فإن هذا يُشعرها بالأمان، ويقلل حاجتها للكذب أو العناد. ٦. اكثري من الدعاء لها، فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الدعاء يرد القضاء وقد نزل من السماء وقد ابرم إبراما» (الكافي، الشيخ الكليني، ج٢، ص٤٦٩). فادعي لها في سجودكِ، وفي مواضع استجابة الدعاء، بأن يُصلح الله قلبها، ويطهّر سريرتها، ويجعلها من أهل العفاف والطهارة. ٧. لا تعاملي كذبها في هذا السن كفسادٍ خلقي، فإن الطفل في عمر سبع سنوات لا يعي تمامًا معنى الكذب، وقد يكذب خوفًا، أو خيالًا، أو دفاعًا عن نفسه. فكوني ذكية في علاج الكذب، لا قاسية. ختامًا: ابنتي، ما تمرّين به ليس نادرًا، بل هو ابتلاء تربوي تواجهه كثير من الأمهات، لكنّ الفرق بين أمٍ وأخرى هو، من تصبر، وتحكم عقلها، وتلتزم حدود الشرع، وتحسن التوكل على الله، فابدئي معها من جديد، بعقلٍ هادئ، وقلبٍ محب، ويدٍ راعية، ولسانٍ ذاكِر. واستعيني بالله، وتوسّلي بأهل البيت عليهم السلام، وسترين أثر الصبر والدعاء قريبًا بإذن الله. أسأل الله تعالى أن يطهّر بيتكم من كل فتنة، ويجعل هذه الطفلة قرة عين لأهلها، ويحفظها بحفظه، ويجعلها من خادمة الزهراء فاطمة (عليها السلام). ودمتم في رعاية الله وحفظه.