logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 3 سنوات

يصدِّق ثقة المرجع ولا يصدِّق ثقة نفسه

بسم الله الرحمن الرحيم إلى العلامة السيد جعفر حفظه الله . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد . . تتبعت أغلب ما وصل إليّ فيما يخص السيد محمد حسين فضل الله ثم ذهبت إلى سوريا وتقابلت معه ثم ذهبت إلى إيران وتقابلت مع العلمين ‹ التبريزي ، الوحيد › وكذلك السيد كاظم الحائري وكذلك بعض الفضلاء مثل : الشيخ الإيرواني والشيخ علي الكوراني والسيد علي الميلاني والسيد حسين الشاهرودي والشيخ محمد سند وغيرهم ، وقد تبين لي خطورة ما قد سمعت وبالخصوص من العلمين ولكن : واجهني أحد علماء المنطقة الكبار وهو ثقة المراجع والحوزات العلمية ، ووكيل لأغلب المراجع . وسألت أكثر العلماء عنه فقالوا : إنهم يثقون بعلمه ، وورعه ، وتقواه ، وحنكته . ويشترك معهم في هذه الرؤية المناصرين للسيد فضل الله . وفضل الله كذلك يعده من مفاخر علماء المنطقة . - هذه الحادثة حصلت يوم الجمعة 15 ذي الحجة 1424 ه‌ . بعد صلاة الظهرين في المسجد والحادثة هي : ‹ لو سمحت يا . . لدي سؤال خاص وشخصي . . فقال العالم : تفضل . ودخلت معه بين المحراب وموقف السيارة . وقال : تفضل قل ما عندك . فقلت له : أنا من أهل المدينة المنورة وقد اتصلت بكم في شعبان 1424 ه‌ بخصوص كتب السيد محمد حسين فضل الله وهل يجوز لي قراءتها والاحتفاظ بها بمكتبتي ؟ وقلت تعال لي ، ومن ثم أجيبك . وها أنا قد أتيت فما الرأي ؟ فقال . . . : أنا لا أرى في كتب السيد فضل الله أنها كتب ضلال ، ولا يصل الحد أن تصل إلى أنها كتب ضلال ، ولا أجد فيها سموم . فلا مانع من قراءتها ، وهذا رأيي . وقد تتبعت كتبه ولم يأت حتى شخص واحد خلال العشرين سنة من العوام أو الشباب الملتزم يشتكي من تأثره بفكرة مسمومة ، أو ضلال . وقد وجدت أخطاء في بعض المواضيع ، وأحسبها من سرعة الكتابة ، أو فكرة عابرة . وبالمقابل باقي ما كتب ، يعالج هذه الأخطاء . بحيث لا تجد لديه فكر منحرف وضلالة . بل على العكس ، أخطاء من أي مفكر وهذا ما وقفت عليه أنا شخصياً ثم قلت له : هل هذه الأخطاء تمس بالعدالة والمرجعية ؟ فقال : لا . لا تمس بالعدالة وأما المرجعية فالموجودون أولى منه بالطرح ومع وجود مثل السيستاني والتبريزي والوحيد لا حاجة للرجوع إليه بالتقليد ثم طلب مني أن لا أنقل هذا الرأي لحساسيته . ثم قلت له : هل بسبب رأي وحساسية ما طرحه العلمان ؟ فقال . . : نعم ولكن هذا رأيي أنا › انتهت المحاورة . ثم أنا أعدت الصلاة بسبب هذا الجواب واحتراماً لما سمعته من الأعلام وكذلك ما سمعته من الوحيد الخراساني من كلمات التي منها : ‹ المناصر له عندي فاسق ومنحرف العقيدة جزماً وأما الذي يخفف من جرمه فإنه غير مأمون الدين ولا أقبل شهادته ولا تناله شفاعة الأئمة ولا شفاعة الزهراء عليها السلام › . وغير ذلك . ومنها سألته : هل السيد جعفر العاملي ثقة ؟ قال : تمام الثقة . - ما الرأي يا سيد جعفر وأنت الملاذ . مع العلم أن الذي قرأته وصل إلى هذا العالم من فتاوى ومن محاورات ومن كتب مثل : ‹ الحوزة تدين الانحراف › و ‹ الأنبياء فوق الشبهات › و ‹ الشهادة الثالثة › و . . و . . و . . و . . و .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإنني أظن أن هذا الثقة الذي سألته وحاورته لم يطلع على الحقيقة كل الحقيقة ، أو أنه لا يملك القدرة على التمييز بين الحق والباطل ، أو أنه يسير في نفس الخط الذي يسير به السيد محمد حسين فضل الله . غير أنه قد استطاع أن يكسب ثقة العلماء بطريقة أو بأخرى ، ونجح في إخفاء دخيلة نفسه عنهم . وفي جميع الأحوال نقول : إن مراجع الأمة هم الأعرف والأولى بالاتباع . فإنك إنما وثقت بهذا الرجل من أجل وثوق المراجع به ، ووكالته عنهم ، فالرجوع إلى الأصيل أولى من الرجوع إلى الوكيل . وإذا كان هذا الرجل من مفاخر علماء المنطقة ، فإن المراجع العظام هم مفاخر الأمة بأسرها ، بل بكل علمائها ، ومثقفيها ، ومفكريها . ومما يدل على أن هذا الرجل ليس قادراً على إعطاء الرأي الصواب تلك الأدلة التي ساقها لك ، ليقنعك برأيه ، حيث قال لك : ‹ ولم يأت حتى شخص واحد خلال العشرين سنة ، من العوام أو الشباب الملتزم يشتكي من تأثره بفكرة مسمومة أو ضلال . . › . فهل يمكن للشاب أو للعامي أن يعرف الفكر المسموم من غيره ، ليأتي ويشتكي من تأثره بما هو مسموم ؟ ! أم أن الفكرة المسمومة أو الصلاة خلفه تحدث ألماً جسدياً كما يحدثه السم الحقيقي ، فيضطر من يعاني منه إلى مراجعة الطبيب ، أو إلى الشكوى ؟ ! إن الحقيقة هي أن الشاب والعامي يستسلم لما يقرؤه ، ويصدق ما يلقى إليه ، خصوصاً إذا كان الكاتب شخصية لامعة ، معروفة ، يظهرها الإعلام له الفينة بعد الفينة بأبهى صورة ويقدمها له على عربة من الألقاب . يضاف إلى ما قدمناه : أنك ذكرت أن ذلك الرجل الذي وثقت به هو من العلماء ، ومن وكلاء المراجع الموثوقين والممدوحين . . ونقول : إن السيد محمد حسين فضل الله أيضاً كان ممدوحاً وموثوقاً أكثر منه ، وقد كان وكيلاً للمراجع . . ثم ظهر لهم أنه يعاني من مشكلة عقائدية وفكرية ، وسلوكية بهذا الحجم الكبير والخطير . . يضاف إلى ذلك : أن هؤلاء المراجع أنفسهم قد عزلوا بعض وكلائهم ، وأبطلوا الوكالات التي أعطوهم إياها ، حينما ظهر لهم أنهم يناصرون السيد محمد حسين فضل الله ، مع أنهم كانوا يثقون بأولئك الأشخاص ! ! ولو أنك ذكرت لهم حال هذا الشخص الموثوق والوكيل لهم ، وعرفوا حقيقة ما قاله ، لأبطلوا وكالته ، وأعلنوا بعدم وثاقته ، وأسقطوا مكانته . . بل إن نفس الكلام الذي نقلته عن الشيخ الوحيد حفظه الله ورعاه ، ينطبق على هذا العالم الوكيل والموثوق . وهو بناء على كلام الشيخ الوحيد هذا : - حسب ما نقلته أنت لنا - ‹ فاسق ، منحرف العقيدة جزماً . وأما الذي يخفف من جرمه ، فإنه غير مأمون الدين ، ولا أقبل شهادته ، ولا تناله شفاعة الأئمة ، ولا شفاعة الزهراء عليها السلام › . واللافت هنا أنك ذكرت لنا في رسالتك هذه : أن نفس هذا الشخص قد طلب منك أن لا تنقل عنه هذا الرأي ، ‹ بسبب رأي وحساسية ما طرحه العلماء › . فإن ذلك معناه : أنه يعمل بحذر من أن ينكشف أمره لهم ، وخوف من أن يواجه نفس المصير الذي واجهه غيره ممن كان قد اتخذ نفس الموقف فعزل عن الوكالة ، وفقد الثقة . وقد ذكرت أنت أيضاً في رسالتك : أن السيد محمد حسين فضل الله نفسه يعد هذه الثقة ! ! من مفاخر علماء المنطقة . . كما أن المناصرين للسيد فضل الله لهم فيه نفس الرأي . ومن الواضح : أن السيد محمد حسين فضل الله لا يرحم أحداً يعلن بالنقد له ولمقولاته . . ولا يمكن أن يقول أية كلمة مدح في حقه ، بل هو يعاملهم على قاعدة : * ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) * [1] ، فكيف رضي عن هذا الرجل ومدحه بهذا المدح العظيم ، وهل تراه يمدحني أنا ، أو يمدح الشيخ التبريزي ، والوحيد الخراساني بما هم أهل له ؟ ! أخي الكريم : إن الذين وثَّقوا لك هذا الرجل ، أو أنك وثقت به من أجلهم ، قد أخبروك بحقيقة السيد محمد حسين فضل الله ، فلم يبق مبرر للأخذ والسؤال من الفرع ، بعد أن شربت من رأس النبع ، وأخذت من الأصل . . على أن ثمة سؤالاً ، وهو أنه : إذا وثَّق المراجع رجلاً ، فإنما يوثِّقونه في نقل فتاواهم لمقلديهم ، وفي موضوع المحاسبات المالية ، ولا يوثِّقوه في أمر تعيين حقائق الدين ، وتعيين المصيب والمخطئ فيها . ولئن سلمنا أنهم قد وثقوه في ذلك أيضاً ، فهل يقبلون منه أن يرد عليهم ، وأن ينقض كلامهم ، وأن يسفِّه عقولهم ، وأن يؤيد من يرونه عدواً للدين ، أو ضالاً مضلاً ؟ ! . والأدهى والأمر أنه قد ظهر من كلامك أخيراً : أن هذا الرجل مطلع على ما جرى ، وأن الكتب التي بينت مواضع الخلاف موجودة عنده ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

6