تبادل النظرات وكيفيه التعامل بعد الحجاب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إن التزامكِ بالحجاب وتغير نظرتكِ تجاه التلامس مع غير المحارم أمر محمود ومبارك، وهو دليل على وعيكِ الديني وحرصكِ على طاعة الله. وهذا التغيير قد يكون جديدًا على من حولكِ، خاصةً من اعتادوا على التعامل معكِ بطريقة معينة منذ صغرك. والمسألة تتطلب منكِ حكمة وصبرًا في التعامل. وبما أنهم لم يعتادوا على هذا التغيير منكِ، فمن الطبيعي أن يستمروا في محاولاتهم للمزاح القديم، أو أن تكون هناك نظرات استغراب أو فضول. وتصرفكِ بعدم السلام عليهم باليد هو تصرف صحيح وموافق للشرع، وهو خطوة أولى في إيصال رسالة التغيير. وعليكِ أن تستمري في هذا النهج بحزم وهدوء. وإذا حاول أحدهم المزاح القديم، وعليكِ أن تبتعدي عنه أو أن تقولي بعبارة واضحة ومحترمة: "أنا الآن محجبة ولا أصافح الرجال" أو "أنا لا أسمح بهذا المزاح الآن". ولا داعي للشرح المطول أو الدخول في جدال، فالحزم الهادئ أبلغ. والمهم هو أن تغضي بصرك فورًا عندما تلاحظين ذلك، وأن تتجنبي إطالة النظر، بل الواجب عدم الاختلاط بهم. ولا تلتفتي كثيرًا لمن يحدق بكِ، بل ركزي على حديثكِ مع النساء أو انشغلي بأمر آخر. وبخصوص ابن عمكِ الذي يتحدثون عنه، استمري في تجاهله وغض البصر عنه. ولا تدعي هذه الأمور تؤثر على صفاء قلبك أو على التزامكِ. ومع مرور الوقت، سيعتاد الجميع على هذا التغيير منكِ، وسيدركون أنكِ أصبحتِ امرأة ملتزمة بحدود الله، وسيحترمون ذلك. أسأل الله أن يثبتكِ على الحق وأن يوفقكٌ لما يحب ويرضى.