logo-img
السیاسات و الشروط
علي ( 29 سنة ) - العراق
منذ 6 أيام

التحديات المالية في العلاقات الأسرية

السلام عليكم اني موظف واستلم راتب 700 مع الزوجية وكذلك زوجتي موظفة. مشترك بسلفه 250 الف شهريا. ابوي متقاعد يستلم راتب مليون ومتكفل بعائله 7 نفرات عند ابوي محلات عدد 2 كل محل ايجار 250 شهريا. اني وزوجتي ساكنين بغرفه بسيطه وي اهلي وانطيهم 250 شهريا جانو يكولون هذه علمود اكلكم وشربكم ويانه لان مايكفي. بعدين صارت مشاكل وعزلت الاكل والشرب عنهم وردت انطيهم 100 الف مني بس رفضو رادو اكثر بحجه احنه وصلناك ودرسناك وتعبنه عليك. اني راتبي مايكفيني بسبب عازل اكلي واكل زوجتي عنهم وجبرت نفسي وطلعت هاي ال100 الف الهم ومايقبلون اعزل السكن عنهم لان حتى كالو نكتب وصية ما الك حصة من الورث. وتخسر اهلك واخوانك. وترجع مصاريف الدراسه ومهر زوجتك (المهر جان من اهلي) من تطلع من البيت. ارجو من سماحتكم توضيح ما الحكم اللازم اتبعه. لان حالتي النفسية غير مستقرة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، في مثل حالتك تتزاحم حقوق وواجبات، ومن المهم ترتيبها على وفق الشرع. الأول: هو نفقة الزوجة والسكن اللائق بها فهما واجبان عليك شرعاً، فلها حقّ السكن المستقل المناسب لحالكم، ولا تُلزَم شرعاً بالسكن مع أهلك إن ترتّب على ذلك ضيق أو أذى. وأما أنفاقك على والديك فهو مستحب مؤكد، ولا يكون واجباً إلَّا إذا كانوا محتاجين ولا كفاية عندهم، أما إذا كان لوالدك راتب ومعاش وإيراد يَكفي الحاجة الأساسية، فلا يجب عليك دفع مبلغ شهري لهم، وإن كان البِرّ والإحسان مطلوبين على كل حال. ثانياً: من حقك الشرعي في أن تفصل نفقات طعامك وسكنك إن شقّ عليك البقاء، لكن مع بقاء البر والاحترام وحسن المصاحبة، قال تعالى: {وصاحبهما في الدنيا معروفاً} (لقمان: ١٥). وإن كان البيت بيتَ أبيك فله أن يضع شروط السكن فيه كأجرة أو مساهمة معقولة بحسب طاقتك، ولك أن تقبل أو ترفض وتبحث عن سكن مستقلّ، ولا يجوز إلزامك بمبالغ لا تقدر عليها، ولا إلزام زوجتك بالإنفاق، أمّا تهديدك بالحرمان من الإرث، فالأحكام الشرعية في الميراث ثابتة ولا تسقط بالوصية إلا في حدود الثلث، فلا يصح شرعاً حرمانك من أصل نصيبك المفروض، نعم لهم أن يهبوا في حياتهم ما شاؤوا، وذلك لا يغيّر حكم الشرع يوم القسمة بعد الوفاة مما بقي من التركة. وأمَّا بالنسبة لما أنفقه والدك على دراستك وتربيتك فهو واجبه الأبوي وليس ديناً عليك، فلا يحق له أن يُطالَب به بعد السنين، إلا إذا كان هناك اتفاق صريح على أنَّه قرض بذمتك فحين ذلك يجب سداده، وكذا الأمر بالنسبة إلى مهر زوجتك، فإن كان والدك قد دفعه لك تبرعاً فلا رجوع له فيه، وإن كان قرضاً مثبتاً فحقه السداد على حسب الاتفاق والاستطاعة. نعم، الأنسب أن تجلس مع والدك بهدوء وتعرض أرقامك بوضوح: راتبك، القسط الشهري، نفقاتكما الأساسية، وقدرتك الواقعية على المساهمة، فإن رضيتم بمبلغ معقول مؤقّتاً فحسن، وإلا فابحث عن سكن بسيط مستقل ولو متواضع، مع استمرار صلتك وخدمتك لوالديك وزيارتهم وقضاء حوائجهم بقدر الوسع، وتجنّب الجدال والقطيعة، ويمكنك الاستعانة بقريب حكيم أو عالم موثوق للوساطة. أسأل الله أن يشرح صدرك، ويؤلّف بين قلوبكم، ويرزقكم رزقاً طيباً واسعاً، ويهديكم لأحسن القول والعمل.