logo-img
السیاسات و الشروط
دانيا علي ( 21 سنة ) - العراق
منذ شهرين

معاملة الزوجة لأبناء زوجها الأيتام

والدتي تزوجت من شخص عندة اطفال امهم ميته ( ايتام ) وتضربهم ضرب يووووميا مع قلة في الاكل وممنوع اي شي عليهم مثل موبايل او شاشه او العاب وهمه اطفال وانا ادافع عنهم مرات ادفعها لو ارفع صوتي عليها واحقد عليها هل بيها اشكال بحكم والدتي وتعتبر من العقوق ؟ لان النصيحه ماتفيد بيها وصرت ماطلع لان من اطلع تأذيهم اكثر


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إنَّ الموقف الذي تصفينه يضعك بين واجبين عظيمين: واجب الإحسان إلى الوالدة، وواجب نصرة المظلوم ودفع الأذى عن هؤلاء الأطفال الأيتام، فما تقوم به والدتك هو ظلمٌ بيّن وحسابُه عند الله عسير، لا سيما وأنه يقع على فئةٍ أوصى الله بها خيراً، قال تعالى في كتابه العزيز: {كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ... المزید وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } (سورة الفجر من آية ١٨الى ٢٣)، وجاء في ضمن وصية لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنَّه قال: «الله، الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله (عز وجل) له بذلك الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار» (الكافي، الشيخ الكليني، ج٧، ص٥١). وإنَّ دافعك لحماية هؤلاء الأطفال ينبع من فطرة سليمة، ولكن عليك الالتفات إلى أنَّ الطريقة التي تتصرفين بها أحياناً، عبر الصراخ أو الدفع، قد لا تكون هي السبيل الأحكم لحل المشكلة من جذورها، بل قد تزيد من عنادها وتضاعف الأذى على الأطفال في غيابك، فضلاً عن كونها خلاف البر، وقد تدخلك في العقوق الذي منع عنه الشارع المقدس، فلذا عليك بمعالجة هذا الأمر الخطير بحكمة وهدوء. والخطوة الأولى والأساسية هي، الجلوس معها وبيان حرمة ذلك، وأنَّ هذا ظلم بحق اطفال لا حول لهم ولا قوة، وأنَّ الله توعد من يؤذي اليتيم ناراً تلظى، فإن لم ينفع النصح معها، فحينئذ يمكنك إعلام زوجها، والد هؤلاء الأطفال، بشكل كامل وواضح بما يجري، فهو المسؤول الأول والولي الشرعي لهؤلاء الأبناء، وتقع على عاتقه مسؤولية حمايتهم وتأمين حياة كريمة وآمنة لهم، فيجب أن توضَّح له صورة الوضع كاملاً وبهدوء، بعيداً عن الشكوى العابرة، ليدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه أمام الله، فإن لم يكن على علم، فقد حان وقت علمه، وإن كان يعلم ويقصّر، فيجب تذكيره بعواقب هذا الإهمال. وإذا لم يتخذ الأب إجراءً حاسماً، فيكون من الحكمة إدخال طرف ثالث له كلمة مسموعة وتأثير على والدتك أو على زوجها، كرجل كبير من عائلتك أو عائلته، يتمتع بالحكمة والوقار، ليتحدث معها ومع زوجها بهدوء ورويّة، ويبيّن لهما خطورة ما يفعلانه شرعاً وأخلاقاً. وأما فيما يتعلق بتصرفك أنتِ، فبدلاً من المواجهة المباشرة التي قد تُصنّف عقوقاً، وحاولي أن تكوني درعاً حامياً للأطفال، فعندما تشعرين بأن والدتك ستبدأ بالأذى، اسحبي الأطفال بهدوء إلى غرفة أخرى، أشغليهم بقصة أو لعبة، لتنزعي فتيل الموقف، وكوني انت مصدر الأمان والحنان الذي يفتقدونه، فهذا التصرف أبلغ أثراً وأقل ضرراً من الصدام المباشر. وأما الحقد الذي تجدينه في قلبك، فهو رد فعل طبيعي على الظلم الذي تشاهدينه، ولكن حاولي أن توجّهي هذه الطاقة ليس إلى كراهية شخص والدتك، بل إلى كراهية فعلها، مع الدعاء لها بالهداية وصلاح الحال، فإنَّ التفريق بين الفاعل والفعل هو من مراتب الحكمة ويحفظ لقلبك سلامته. ابنتي، إن بقاءك في المنزل في هذه المرحلة هو ضرورة لحماية هؤلاء الصغار، فلا تفكري في المغادرة، بل في تغيير استراتيجية التعامل مع المشكلة. أسأل الله أن يصلح شأنكم ويكشف هذه الغمة.

1