السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يذكر لنا التاريخ: كيفية حجاب الصديقه الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام عندما تخرج من بيتها:
أنها لاثت خمارها على وجهها واشتملت بجلبابها وأقبلت مع لُمةٍ (جمع) من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها الأرض:
أي أن ثيابها (عليها السلام) كانت طويلة تخطّ الأرض ستراً لعفافها وإتماماً لحجابها المقدس والتزاماً بأوامر الله تعالى وقيم الاسلام ومبادئ الدين الحنيف.
ثم إنها سلام الله عليها كانت تمشي وسط تلك المجموعة من النساء التي معها، لكي لا ينظر لها شخص ولا تعرف لها هيأة ولا يبصر لها رسم، بل لكي لا تعرف من بين النساء ولا يميزها الناظر ، إنها عظمة الدين وأخلاق سيد المرسلين وعزة الإيمان في أعظم تجلياتها.
كانت تمشي بخطى واثقة مطمئنة كخطى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حيث كانت تحاكي مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتمام الهيبة والوقار والسكينة -
لا كما تفعله بعض النساء من مشية تناغم مشية النساء الغربيات يحيطها جو من الميوعة والتهتك، فينظر لها بعين الشك والريبة -
وأيضا نقل لنا التأريخ كما في كتاب خلفيات كتاب مأساة الزهراء (عليها السلام) - للسيد جعفر مرتضى - (ج 1 - ص 536 - 538) قال وهو يعلّق خطبة الزهراء (عليها السلام) بالمهاجرين والأنصار:
نيطت دونها هذه الملاءة ( يعني ساتر ،حجاب بين الرجال و النساء ) ؟! وقد كان ذلك بأمرها هي!! مع أنه قد كان بإمكانها أن تلتف بعباءتها، وتقف بينهم وتلقي خطبتها .
وكيف يمكنه بعد هذا أن يثبت لنا : أنها (عليها السلام) كانت ترى الرجال، ويراها الرجال؟! ... المزید.
وروي عن الامام علي (عليه السلام) : ( أن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) استأذن عليها أعمى فحجبته فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله) لما حجبته وهو لا يراك؟ فقالت : إن لم يكن يراني فأنا أراه وهو يشم الريح فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ( اشهد انك بضعة مني ).
فهذا دليل انها لا ترى الرجال و لا يراها و يعرف شخصها …
وايضا قد ثبت عن نساء أهل البيت (صلوات الله عليهن) أنهن كنّ يتقنّعن بالخمار ويسترن وجوههن الشريفة، وثبت عنهنّ أنهنّ ما كان يُرى لهنّ ظل، أي ما كنّ يخرجن من بيوتهن ليراهنّ ظلهنّ أحد من الرجال،
وقد قالت الزهراء البتول صلوات الله عليها: "خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل" (مناقب ابن شهراشوب ج3 ص119)