- العراق
منذ 3 سنوات

أطع والديك

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين . . وبعد . . 1 - أنا في عمر 17 سنة وأعمل كل ما هو في طاعة الله من صلاة وقراءة قرآن وصلاة الليل وما إلى ذلك . فهل يتقبل مني عملي هذا إن كنت عاصياً غير مطيع لما يأمرني به والدي ؟ بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين . . وبعد . . 1 - أنا في عمر 17 سنة وأعمل كل ما هو في طاعة الله من صلاة وقراءة قرآن وصلاة الليل وما إلى ذلك . فهل يتقبل مني عملي هذا إن كنت عاصياً غير مطيع لما يأمرني به والدي ؟ علماً أن والدي يحثني ويأمرني على تعلم اللغة السويدية ومتابعة دراستي علماً أن المدارس مختلطة كما تعلمون وأنا شاب في دور المراهقة . فهل أمتثل لكلام والدي وأطيعه في متابعة دراستي ؟ 2 - كما وأني أدخن منذ عامين بعد أن علم والدي بذلك نهاني ومنعني من التدخين . فلم يلق مني أذناً صاغية لحد الآن حيث يأمرني بالإقلاع عنه خوفاً على صحتي ومن عواقبه الوخيمة كما يزعم . ولكني لم ولن ألبي طلبه ولم أطيعه في هذا الأمر فما جوابكم لنا بهذا الموضوع ؟ أجيبونا وفقكم الله . . وصلى الله على النبي محمد وآله الطيبين الطاهرين .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإن الله سبحانه وتعالى قال : * ( أَنِّي لاَ أضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثَى ) * [1] . ويقول : * ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) * [1] فعملك الصالح مقبول عند الله إن شاء الله تعالى . غير أن من الضروري جداً ، أيضاً : أن تضع نصب عينيك : أنه لا يجوز أن تكون مصداقاً لمن قال عنهم الله : * ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ . . ) * [2] فتأخذ من الدين ما يحلو لك ، وتترك منه ما عداه . . فإن الله سبحانه بصير بك ، وبعملك ، وهو أقرب إليك من حبل الوريد . وقد عظَّم الله لك أمر والديك بما لا مزيد عليه ، حتى لقد قرن شكرهما بشكره سبحانه فقال : * ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ . . ) * [3] . كما أنه قرن الأمر بالإحسان إلى الوالدين بالنهي عن الشرك في عبادته سبحانه فقال : * ( أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) * [4] . وبعدما تقدم نقول : إن والدك لا يأمرك بما يعود نفعه إليه ، بل هو يأمرك بما فيه مصلحة لك ، شفقة منه عليك ، ومحبة منه لك ، فهو يتدبر الأمور ، ويرى بأم عينيه استمرار عزوفك عن التفكير في مستقبلك ، ويرى فشلك في اتخاذ القرار الصحيح ، ويعرف ما سوف ينشأ عن ذلك من هدر للوقت وللطاقة ، من دون أي فائدة أو عائدة ، وهو يعلم أنك سوف تندم حيث لا ينفعك الندم ، في حين يكون الأوان قد فات ، وأصبحت عاجزاً عن مواجهة ما هو آت . . فهو يأمرك وينهاك ، من أجل أن يصلح أمرك ويوقظك من غفلتك ، فالمأمول منك أن تكون في موقع الشاكر له ، المطيع لأمره . والخلاصة : أنك إذا كنت تعلم أن أوامر والدك منشؤها والدافع لها هو الإشفاق عليك ، والمحبة لك ، فالأولى لك أن تطيعها . . وأما إغضابه ، واستجلاب سخطه ، والتظاهر بما يغيظه ، فهو حرام بلا ريب . . فتجنب ذلك بكل حيلة ، ولا تجعله يطلع عليك وأنت تمارس ما يؤذيه ، حتى لو كان ذلك حلالاً لك . . ولك مني في الختام خالص حبي ، مع تقديري لإهتمامك بالابتعاد عن مواقع سخط الله تعالى . . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

2