- العراق
منذ سنتين

الأصل في زيارة الأربعين

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . ما هو الأصل التاريخي لزيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام؟ ومن هو الزائر الأول لقبر الإمام الحسين؟ . وما هو مدى صحة الرواية التي تقول إن علامات المؤمن خمس والتي منها زيارة الأربعين؟ . وفقكم الله لخدمة الإسلام والمسلمين .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فقد ذكروا أن أول من زار الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاده هو جابر بن عبد الله الأنصاري رحمه الله تعالى . . ثم وصل الإمام السجاد عليه السلام ومن معه من العيال والأطفال ، فالتقوا به هناك ، وأقاموا المآتم ، ثم ارتحلوا بعدها إلى المدينة في الحجاز . ولعل مما أسهم في التأسيس لزيارة الأربعين ما رواه زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام قال : يا زرارة ، إن السماء بكت على الحسين عليه السلام أربعين صباحاً بالدم ، وإن الأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ، وإن الملائكة بكت عليه أربعين صباحاً الخ . وقد روي بسند صحيح عن صفوان بن مهران ، عن الإمام الصادق عليه السلام نص زيارة الأربعين ، فراجع . ولعل تأخر ظهور الأمر وإعلانه منهم عليهم السلام بزيارة الأربعين إلى أيام الإمام الصادق عليه السلام ، يرجع إلى سعيهم للحفاظ على سرية تحركات شيعتهم ، كي لا يتمكن أعداؤهم من رصدهم ، في زياراتهم في أيام بعينها . أما مجيء جابر إلى كربلاء في الأربعين الأولى للاستشهاد ، فهو وإن أمكن أن يكون بداعي الشوق واللهفة، ولكن ليس بالبعيد أن يكون أيضاً بسبب ما سمعه من النبي صلى الله عليه وآله ومن سائر أصحاب الكساء عليهم السلام من الحثّ على المداومة على زيارة قبره بعد استشهاده عليه الصلاة والسلام . وأمّا بالنسبة للرواية التي رواها داود بن القاسم ( أبو هاشم الجعفري ) ، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام ، أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. فنقول : احتمل بعضهم : إن المراد هو زيارة أربعين مؤمناً، وهو احتمال بعيد؛ فإنّ ذلك ليس من العلامات المميزة للمؤمنين عن غيرهم، إذ هو ممّا يقوم به غالب المسلمين. ومن جهة أخرى، فإننا وإن لم نطلع على سند صحيح لهذه الرواية ، إلا أنّه قد ورد في النصوص الأخرى ما يصلح أن يكون قرينة على صحة صدورها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

3