logo-img
السیاسات و الشروط
فاطمه الزهراء علي ( 18 سنة ) - العراق
منذ أسبوع

كيف تتعامل المرأه مع الزمن الحاضر والتطور

السلام عليكم ورحمة الله بلازحمه انا فتاة واريد استفسر عن شكم شغله اذا ماتصير زحمه 1ـ الوصايا الأخلاقية لفاطمة الزهراء عليها السلام للنساء كثيره ومنها كلام مثل الافضل للمرأة ان لا ترى الرجل ولا يراها وغيرها مثل حادثه دخول الرجل الاعمى لرسول الله وغيرها وبهذا الزمن اكو تلفون وتلفزون وكله رجال والتلفون صار اغلب الحياة تتعلق بي وخاصه النساء تتعلم احكام التلاوه وحوزات عن طريق النت وتستمع محاضرات دينيه هل من الواجب لبس الحجاب اثناء الرؤيه وهل من الافضل ان تترك التلفون نهائياً؟ 2ـ في بعض الاوقات يصيبني فتور ديني اضل ما احب اصلي او اقرا ادعيه و ملل شنو اسوي بهاي الحاله؟ مع العلم انا دائماً اقرا ادعيه هواي ورا الصلاة واحاول اصلي النوافل ومرات اجبر نفسي بهاي الحاله 3ـ و هل الذين يلتزمون بوقت مبكر بالدين و يتشددون بالبدايه نهايتهم الكفر شكراً


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إن ما ورد عن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام يمثل ذروة الحياء والعفة، وهو نبراس يضيء للمرأة طريق صيانة جوهرها الروحي ومكانتها السامية. هذا التوجيه يتعلق في أساسه بحفظ الحدود في التفاعل المباشر بين الرجل والمرأة، حيث تكون احتمالات الفتنة قائمة. أما النظر إلى رجل عبر شاشة التلفاز أو الهاتف لغرض نافع، كتعلم الأحكام أو الاستماع إلى محاضرة دينية، فهو أمر يختلف في طبيعته. الحكم الشرعي في النظر إلى الرجل الأجنبي، سواء بشكل مباشر أو عبر الشاشة، هو الجواز ما لم يكن مصحوباً بخوف الوقوع في الحرام. وعليه، لا يجب عليكِ ارتداء الحجاب أثناء مشاهدة هذه البرامج ما دمتِ بمفردك، فالحجاب واجب في حضور الرجل الأجنبي نفسه لا صورته. أما ترك الهاتف كلياً فهو ليس الحل، بل هو أداة يمكن أن تكون سبيلاً للخير ، أو سبيلاً للضياع. والحكمة تقتضي الاستخدام الواعي المنضبط لهذه الوسائل، بحيث تستفيدين من منافعها وتتجنبين مضارها. أما الحالة التي تصفينها من الفتور، فهي من طبيعة النفس البشرية التي لها إقبال وإدبار. إن أهم ما يجب فعله في هذه الأوقات هو المحافظة على الفرائض، فلا تتهاوني في الصلاة الواجبة في وقتها مهما كانت الظروف. أما النوافل والأدعية المطولة، فلا تجبري نفسك عليها حين تشعرين بالإعراض، فإن إكراه النفس على ما لا تطيق قد يزيدها نفوراً. يمكنكِ في هذه الفترات الاكتفاء بالقليل من الذكر كالصلاة على محمد وآل محمد، أو الاستماع لآيات قصيرة من القرآن الكريم. إن العبادة القليلة الدائمة والمؤداة بحضور قلب، خير من الكثيرة المنقطعة والمؤداة بتكلف وملل. امنحي روحك فرصة للراحة لتستعيد نشاطها، واعلمي أن الثبات على الواجبات هو جوهر الاستقامة. وفيما يخص سؤالك الأخير، فمن الضروري التمييز بين الالتزام والتشدد. الالتزام الحقيقي ينبع من المعرفة والمحبة، ويسير بصاحبه في طريق معتدل ومتوازن، فيجد فيه الطمأنينة والسكينة. أما التشدد، فهو غالباً ما ينشأ عن قلة بصيرة أو حماس عاطفي غير منضبط، فيحمّل صاحبه ما لا يطيق من العبادات والممارسات، ويجعله يركز على المظاهر دون الجوهر، وهذا المسلك هو الذي قد يؤدي إلى الإرهاق الروحي والنفور، وفي بعض الحالات إلى ترك الطريق بالكلية. إن طريق الله مبني على اليسر والرحمة، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}. فاستمري في التزامك المبني على الوعي والاعتدال، فهو سبيل الثبات والوصول بإذن الله. أسأل الله أن يثبت قلبك على طاعته وينير بصيرتك.

1