logo-img
السیاسات و الشروط
( 31 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

حكم شرعي

لقد طرح علماء الأخلاق الغربيين مسئلة أخلاقية تسمى معضلة القطار وتنصح على إنه لو كان هناك قطار يسير على سكة وكان هناك مجموعة من العمال الموجودين على السكة والقطار متجه إليهم ولا يمكنهم الهرب لكن أنا بأمكاني أن اغير السكة التي يسير عليها القطار لكي لا يقتل هذه المجموعة من الأشخاص لكن كان هناك شخص على تلك السكة الثانية ما هو حكمي الشرعي هل أغير السكة أو لا


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ان اي مشكلة تواجه الانسان على المستوى الاخلاقي او التشريعي ولها واقعية ثم اراد الانسان ان يواجهها بالاعتماد على قدراته الخاصة. يقع في تناقضات شديدة بي القوة الكامنة في النفس الانسانية،وحتى في حال تغلب العقل في الحكم قد يكون العقل قاصر عن ادراك مركز المصلحة الحقيقية والغالبة. وعلى الانسان في كل الاحوال ان يقدم هذه المصلحة الالهية على رغبات النفس او تنفراتها، فلا يحكم الابما يحكم به الشرع ،والشرع قد اصل عدة اصول عند غياب الحكم الجزئي،ففي الاسلام لاضرر ولاضرار ،وفيه لايكلف الله نفساً الا وسعها ،وفيه من قتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها،ومن عمل صالحاً فله اجره واجر من عمل به ……وهكذا فهي منضومة حكمية اخلاقية متكاملة مترابطة. فعلى هذا فان المشكلة المطروحة والتي وصفها فلاسفة الغرب بانها معضلة العربة Trolley dilemma. ينظرون اليها من منظور بعيد عن الدين والشرعية والتكليف الالهي للعبد في كل حادثة تواجحه،وارادوا حلها من المنظور الاخلاقي او النفعي او العاطفي. حيث انهم في هذه المشكلة حيدوا العقل بهذه الاختيارات فجعلوه في دائرة مغلقة تتضارب فيها الرغبات المتصارعة للنفس. وهذا خطأ فادح في المنظور الاسلامي ،لان رغبات النفس البشرية تختلف من شخص الى اخر ومن مجتمع الى اخر بحسب الثقافات والايدلوجيات التي يتبناه الشخص،فلايمكن اخذ قاعدة تعطي قاعدة كلية يشترك فيها الجميع. بينما اذا رجع الشخص امره الى مولاه لاطمئنت نفسه وخلت ساحته من اللوم والعتاب او العقاب. هذا اذا كان عالما مطلع على ذلك الموقف. فلانسان مطلوب منه ان لايكون هو المتسبب في الاضرار بالغير وان لايكون عامل فساد وافساد ،هذا بالدرجة الاولى. اما المتطلبات الاخرى من كونه عنصراً ايجابياً فهذا يرتبط بالقدرة والمؤهلات التي يمتلكها وباقي الامور الموضوعية الخارجية المنصب عليها الحكم. وهنا عدة نقاط تشير الى المنهج الاخلاقي في المنظور الاسلام: النقطة الاولى: أن القواعد الأخلاقية لا تختصّ بمكان وزمان وجماعة خاصة من الناس، بل هو عامّ وشامل، وإن هذا التعميم والشمول لا يتنافى مع اشتراط امتلاك الأفعال والصفات الأخلاقية للاتصاف بالحُسْن والقبح.وهنا لابد من ملاحظة امور. 1ـ تقديم نظامٍ أخلاقيّ متكامل ومشتمل على جميع التفاصيل والجزئيّات. 2ـ استخراج فلسفة أخلاق من الآيات والروايات، أو في الحدّ الأدنى تقديم أسس معقولة معزَّزة بالشواهد القرآنية والروائية. 3ـ استعراض النتائج واللوازم البعيدة والقريبة لكلّ واحدٍ من القواعد والأسس المذكورة في فلسفة الأخلاق الإسلامية. 4ـ العرض الدقيق للعلاقات والروابط العامّة والجزئية بين فلسفة الأخلاق وعلم المعرفة، والفلسفة، والكلام، والتفسير والحديث، وعلم النفس الفلسفي، وعلم النفس، والعلوم الأخرى ذات الصلة بالأخلاق. النقطة الثانية : ان المدارس الغربية في الاخلاق تتأسس على مذهب اللذّة، والقوّة، والنزعة الحسّية، والنزعة التوجيهية، والنزعة العاطفية، والنزعة الوجدانية، والمدرسة النفعية، ومذهب السعادة والكمال، والنزعة التكاملية، وما إلى ذلك. ومن الواضح أن هذه المدارس الفلسفية تشتمل على جهاتٍ إيجابية؛ وأخرى سليبة. وإن الصفات الإيجابية لبعض هذه المدارس، من قبيل: السعادة والكمال، والنزعة الوجدانية، والنزعة العاطفية، لا ينكرها الفلاسفة والمفكِّرون المسلمون. النقطة الثالثة: علينا ان نعرف ان النظام الأخلاقي الاسلامي متكون من ركائز : 1ـ أن تكون هناك بين الأفعال الاختيارية للإنسان والنتائج الحاصلة منها علاقة العلّية والمعلولية. 2ـ أن تقوم بين إيجاد الأفعال ونتائجها ـ بسبب الفقرة الأولى ـ ذات هذه العلاقة العلّية. 3ـ إذن هناك ضرورةٌ بالقياس بين وجود الأفعال ونتائجها. 4ـ وتبعاً لذلك تستنتج ضرورة بالقياس بين إيجاد الأفعال ونتائجها أيضاً. 5ـ تبعاً للفقرة الرابعة تكون هناك علاقةٌ بين الضرورات والمحظورات الأخلاقية والواقعيات. 6ـ تبعاً للفقرة الخامسة يمكن لنا أن نستنتج القواعد الأخلاقية من الواقعيات. 7ـ يمكن للنفس الإنسانية ـ بسبب الحركة الجوهرية ـ أن تكون قابلةً للاشتداد والتكامل. 8ـ تلعب الأفعال والصفات النفسانية دوراً مؤثِّراً في تكامل النفس. 9ـ ليس كلّ فعلٍ يؤدّي إلى الكمال الإنساني، بل إن هذا يختصّ ببعض الأفعال الخاصة. 10ـ إن النظام الأخلاقي المنشود والمطلوب هو النظام الذي يستطيع الإنسان من خلاله الوصول إلى كماله المناسب والمتمثِّل بالقرب من الله، والاتّصاف بالصفات والأسماء الإلهية. النقطة الرابعة: من خلال ما تقدم ان أفعال الأنسان لها آثار سلبية و آثار إيجابية ، فالذي ليس له مبادئ و يسعى الى تحقيق غايته من اللذة و الراحه النفسيه و النتائج مهما كانت فان القتل تكون وسيلة للتحقيق غايته … واما الذي يحكمه القانون الالهي و المبادئ الاسلامية وان أفعال محاسب عليها و انها لابد ان تكون ضمن اطر اخلاقية مستكشفة من الوحي و مستوحاة من العقل ، فانه لا يقع لايصدر منه ضرر لانه محكوم بقوانين وقواعد منها لا ضرر و لا ضرار في الإسلام لانه قبل ان يعمل او يتحرك يعرف نتائج أفعاله ان كانت حسنة فله اجر وثواب وان كانت قبيحه فعليه و وزرا عقابا …