- العراق
منذ سنتين

تكرار المكررات

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة السيد جعفر مرتضى . . السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . . بعد إذنكم أحببت أن أعقب وأرى تعليقكم حول ما كتبه قلمي : - الدلالة واضحة على تأييد السيد الخامنه إي للسيد فضل الله : - السيد حسن نصر الله يقول عن السيد فضل الله إنه أمة وحده ومن علماء الشيعة الكبار . - الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله يؤيد سماحة السيد فضل الله ولا أظن هذا يخفى عليكم سماحة السيد جعفر . - السيد فضل الله لم يخالف عقائد المسلمين الشيعة وهناك الكثير من العلماء لا يقفون ضد السيد كالشيخ الصانعي والشيخ الفضلي والسيد الغريفي والشيخ ناصر مكارم وغيرهم ، على العموم لا يعرف الحق بالرجال . . - بالنسبة لعرض التلفزيون الإيراني كان لتوضيح آراء السيد أبي علي واسأل الأخوة في تلفزيون الجمهورية سماحة السيد جعفر . - هل من الممكن أن تزودنا سماحة السيد جعفر بالفتاوى التي تقول إنها صدرت من الإمام القائد دام ظله . . - سماحة السيد فضل الله يحترم حزب الله والسيد حسن ويعتبرهم كأبنائه والكثيرون منهم تربوا على يد السيد حفظه الله ، كما أن في زيارتي الأخيرة للبنان في العام الماضي وجدت مؤيدي السيد يحترمون سماحة السيد حسن ويعتبرونه رمزاً للمقاومة والجهاد ، كما أن عدداً من عناصر حزب الله يرجعون بالتقليد لسماحة السيد . - الشيخ محمد علي التسخيري والشيخ محمد سعيد النعماني مستشاري السيد القائد دافعوا عن السيد فضل الله وبقوة في دار الزهراء عليها السلام بالكويت في السنتين الأخيرتين لزيارتهما في حدود عامي 1422 ه‌ / 1421 ه‌ . . - السيد حسن قال " متابعتي الشخصية للموضوع تؤكد أن سماحته يعبر في فتواه عن كامل قناعته بعيداً عن التأويلات المذكورة أعلاه " فالسيد القائد مقتنع بالسيد وهل يغير رأيه لمجرد أن فتوى صدرت بتضليل سماحة السيد المجاهد ! ! . ما تعليقكم ؟ ! ! والحمد لله رب العالمين . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . 1 - قلتم : إن الدلالة واضحة على تأييد السيد الخامنه إي للسيد فضل الله . . ونقول لكم : أولاً : كيف صارت هذه الدلالة واضحة . . مع أن هناك عدة فتاوى صدرت عنه تشير إلى موقف مناقضٍ لهذه الدلالة التي أشرتم إليها . . ثانياً : إذا كان ذلك البعض مظلوماً حقاً ، فقد كان من المفروض مكافأته على التأييد المتواصل الذي منحه لإيران طيلة سنوات عديدة خصوصاً وأنه شخصية لها حضورها الإعلامي والسياسي ، فإن المفروض - بالسيد الخامنه إي لو كان يؤيده - أن يعلن هذا التأييد ، ويدفع الظلم عن هذا المظلوم ، ويرد له بعض الجميل الذي أسداه في تأييده للجمهورية الإسلامية . . ثالثاً : إن هذا التأييد لو فرض وجوده - ولو من باب فرض المحال - فلا بد أن يكون تأييداً سياسياً ، وليس مثل هذا التأييد بالذي يفيد في تصحيح أفكار هذا البعض ، ولا يفهم منه الموافقة على مقولاته ، وطروحاته ، وعقائده ، وتشكيكاته . . رابعاً : إن الغريب هنا هو : أن هذا السائل قد قال في نفس رسالته هذه : " على العموم لا يعرف الحق بالرجال " وها نحن نراه ، ونرى الكثير من محبي ذلك البعض مهتمين بصورة ظاهرة بإخراج السيد حسن نصر الله ، والشيخ نعيم قاسم ، والغريفي ، والفضلي ، والصانعي , و . . و . . وحتى السيد الخامنه إي عن دائرة المعارضة والاعتراض على ذلك البعض ! ! 2 - بالنسبة لما ورد في هذا السؤال من كلام عن السيد حسن نصر الله , والشيخ نعيم , نقول : قد قلنا في الإجابة السابقة ، إن السيد حسن لا يعطي لنفسه الحق بمخالفة مراجع الأمة في أحكامهم . كما أنك لو سألته عن عقائده وأفكاره , فإنك ستجده يخالف فيها العقائد والمقولات التي اعترض علماء الشيعة عليها . يضاف إلى ذلك : أنه هو والشيخ نعيم , إنما يتعاملان مع القضايا في لبنان , في نطاق نشاطهما السياسي , الذي يهدف إلى جمع التأييد للقضية المحورية التي يهتمان بها , ولأجل ذلك , فقد تسمع منهما ثناء على من ليس من الشيعة , أو على أشخاص لهم مواقع حساسة , في لبنان أو في غيره ، وهم من غير المسلمين . كما أن من المعلوم أن السيد حسن نصر الله والشيخ نعيم قاسم لا يدعيان خبرة في أمور الدين والعقيدة ، تفوق خبرة المراجع العظام أطال الله أعمارهم . 3 - وأما الحكم على ذلك البعض بأنه لم يخالف عقائد الشيعة . فهذا ما يقرره مراجع الشيعة وعلماء الطائفة الكبار , وهم قد أصدروا حكمهم , وقالوا كلمتهم . 4 - وأما أن هناك علماء لا يقفون ضد ذلك البعض , كالصانعي , وناصر مكارم , والفضلي ، والغريفي . فنقول فيه : ألف - أما بالنسبة للشيخ الصانعي , فقد ذكرنا في إجابة لنا سابقة : أن الطريقة التي تحدث فيها عن هذا الأمر , لا تبقي أي مجال للأخذ بأقواله . حيث إنه قد اتهم المراجع في نواياهم , وفي مقاصدهم , وأخبر عن أمر لا يعرفه إلا الله تعالى المطلع على الضمائر والسرائر , حيث اتهم مراجع الأمة بالحسد لذلك البعض . ب - وأما الشيخ ناصر مكارم , فدعوى أنه قد أيده تحتاج إلى ما يثبتها . ومجرد إطلاق الدعاوى لا يكفي , فقد تعودنا أن نجد الكثير منها ، لا واقع له ، أو أن فيه الكثير من العناصر التي تسقطه عن الاعتبار . ج - يضاف إلى ذلك : أن التأييد قد يكون سياسياً , وقد يكون تأييداً له في مقولاته العقائدية والدينية , وقضايا الإيمان . فهل يستطيع أن يثبت هؤلاء : أن الشيخ ناصر مكارم بل وكذا الشيخ الفضلي و الغريفي , قد أيدوه في مقولاته , واعتقاداته , وما أثاره من شكوك في قضايا الدين ؟ . أم أنهم يصفونه - لو وصفوه حقاً - بعبارات مطاطة , يظهرون فيها حرصهم على وحدة المسلمين ، في مقابل ما يتهددهم من أخطار ؟ ! ! . . وفي جميع الأحوال , فإننا نطالب من يدعي تأييد هؤلاء له : أن يأتينا بالنص المثبت لذلك , لننظر فيه . . ولا يكفي مجرد الادعاء . 5 - وأما الفتاوى التي صدرت من آية الله العظمى السيد الخامنه إي فإنني أطلب من الإخوة أن يرسلوها إليكم مرفقة مع هذه الإجابة . 6 - وأما فيما يرتبط بعلاقة هذا البعض بحزب الله والسيد حسن . فهو أمر يدخل في دائرة التحالفات الحزبية والسياسات على الطريقة اللبنانية . وإذا كنت أيها السائل الكريم حين زرت لبنان في العام الماضي لم تستطع أن تكتشف طبيعة نظرة أتباع ذلك البعض للسيد حسن , فقد يكون ذلك راجعاً إلى سياسة حفظ ظواهر الأمور ، أمام من يرون أنه لا يحسن أن يطلع على بواطنها , وفهمكم كفاية . . وحتى لو كانت العلاقات فيما بين الحزب وبين ذلك البعض في أحسن حالاتها , وحتى لو كان أفراد الحزب كلهم يقلدون ذلك البعض , فإن ذلك لا يجعله محقاً في مقولاته , فإن الحزب لا يدَّعي لنفسه أية مرجعية فيما يرتبط بالحكم في الأمور العقائدية والدينية صحة وفساداً , ولا سيما إذا أعطى المراجع الكبار رأيهم وحكمهم . بل إن عناصر هذا الحزب وغيره من الأحزاب والجماعات لا بد أن يرجعوا إلى العلماء في أمور دينهم , وإلى أهل الخبرة في معرفة العلماء , وفي معرفة سليم الاعتقاد , وتمييزه عن سقيمه . 7 - وأما الشيخ محمد علي التسخيري والشيخ محمد سعيد النعماني , فحالهما حال الغريفي والفضلي , والكلام في أمرهم هو الكلام , والمناصب لا تزيد في المستوى العلمي , والحرمان منها لا ينقص من المستوى العلمي للأشخاص . كما أنهم لا يدَّعون لأنفسهم مقاماً يجعل رأيهم مقدماً على ما يحكم به مراجع الأمة ، في أمور الدين والعقيدة . . وإذا كان هؤلاء قد دافعوا عن ذلك البعض في الكويت أو في غيرها . فإن ذلك لا يمكن أن يعبر عن رأي السيد الخامنه إي , بل هو رأي شخصي لأشخاص لهم علاقات طيبة وصداقة مع شخص من الناس , وليس لهؤلاء الأشخاص مقام علمي مميز يعطيهم الحق ، بمخالفة ما حكم به مراجع الأمة أو من هم من الطراز الأول من العلماء . 8 - وأما قول السيد حسن : إن ذلك البعض يعبر في فتواه عن كامل قناعته , فهو صحيح , ولأجل ذلك آخذه العلماء بمقولاته , وأخذوا عليه أنه مخالف في اعتقاده في الأنبياء والأوصياء . ومخطئ في تشكيكاته بحقائق الدين وغير مصيب في أخذه بالفتاوى الشاذة بهذه الصورة التي تثير الدهشة . . ولو لم تكن أقواله معبرة عن قناعاته ، فلماذا يواجهونه بتلك الأحكام القوية و الحاسمة ؟ . 9 - وأما قولكم : " فالسيد القائد مقتنع بالسيد , وهل يتغير رأيه لمجرد أن فتوى صدرت بتضليل سماحة السيد المجاهد ؟ " . فنقول فيه : ألف - ما الذي يثبت لنا أنه مقتنع , وهل أطلعكم الله على غيبه , وكشف لكم عن ضميره وقلبه ؟ ! ولماذا لم يكشف الله ذلك لغيركم ؟ . ب - لقد قلنا مراراً : إن هناك فتاوى صدرت عنه ، تدل على أنه يرفض مقولاته . ج - إن ما صدر ليس مجرد فتوى بل هو فتاوى من قبل أعاظم مراجع الأمة , ومواقف سجلها كبار علمائها , فلماذا تسعون لتوهين الأمر وتسخيفه بهذه الطريقة , ولكنكم حين تشعرون أن شيئاً قد ينفع في تأييد هذا البعض , فإنكم تضخمون الصغير , وتعظمون الحقير ، وتتشبثون بالطحلب ، حتى إنكم لتضعون أصغر طالب في قبال أعظم المراجع . د - إن السيد القائد إذا وجد الحق موافقاً لمضمون هذه الفتاوى التي أصدرها المراجع ، فإن رأيه لا بد أن يكون تابعاً للحق الذي يظهر له . ولا نظنه يصر على رأي إذا ظهر له أن الصواب في خلافه . هذا والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله .

1