بسم الله الرحمن الرحيم السيد جعفر مرتضى . .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . .
للتوضيح : سيد أبو مالك الموسوي لم يقل إن كل ما ينسبونه للسيد فضل الله دام ظله صحيحاً ، وأعتقد سماحة السيد لا داعي لهذا الكلام ، فالسيد أبو مالك لم يكن يريد أن يطعن في عصمة الأنبياء عليهم السلام ، بل أراد أن ينزههم ويبين رأي سماحة السيد أبو علي حفظه الله ، والسيد فضل الله رأيه بالعصمة معروف جداً وهو تعريف الكبار . .
" كلّهم معصومون بلا استثناء ، لأنّ دور الأنبياء عليهم السلام هو أن يخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ، ولا يمكن أن يرسل الله تعالى نبياً يعطي الناس النور وفي عقله أو قلبه أو حياته شئ من الظلمة " .
والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل . .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فأولاً : قد سعى أبو مالك الموسوي لإثبات أن ما قاله ذلك البعض قد جاء موافقاً لما يقوله الآخرون ، وهو نفس ما كان السيد محمد حسين فضل الله ينكره ، والذي كان يقول تارة : إن تسعين بالمائة منه كذب ، وعشرة بالمائة تحريف .
ويقول تارة أخرى : إن 99 ، 99 بالمائة كذب ، والباقي تحريف . .
ويقول ثالثة : إنه تقطيع لكلامه على طريقة : ويل للمصلين . .
ويقول رابعة : إنهم يفهمون كلامه بغرائزهم . .
ويقول خامسة : إنهم يفهمونه من موقع العقدة . .
ويقول . . ويقول . .
ثانياً : لقد قال أبو مالك الموسوي في كتابه : " إن ما جاء به " السيد " ليس جديداً في عالم التفسير ، بل يكاد يجمع عليه أعلام
التفسير الشيعة . . " [1] وقال : " سطرتم في " خلفيات " مئات المقولات التي اعتبرتموها من " المقولات الجريئة " والحال أن جلها ليس فيه رائحة جرأة على الإطلاق ، بل يكاد يجمع عليه أعلام الطائفة ، منذ القرن الخامس الهجري ، وحتى قرننا الحالي " [2] ثالثاً : بالنسبة إلى قولكم : إن أبا مالك لم يكن يريد الطعن في عصمة الأنبياء ، بل كان يريد أن ينزههم ، ويبين رأي السيد فضل الله . . نقول :
إننا لا نملك جواباً لهذا الكلام إلا أن نطلب من السائل هنا أن يراجع كلمات السيد محمد حسين فضل الله بالذات ، في مصادرها من نفس مؤلفاته ، فسوف يرى كيف أنه قد قرر : أن المعصوم ينسى في الأمور الحياتية الصغيرة ، وأنه يمكن أن يخطئ في التبليغ ، وأن هناك أوضاعاً سلبية في التصور والممارسة لدى الأنبياء عليهم السلام . وأنه يحتمل أن يكون موسى عليه السلام قد قتل نفساً بريئة ، وارتكب جريمة دينية ، وأنه يحتمل أن يكون إبراهيم عليه السلام قد عبد الكواكب والشمس والقمر ، وأن يونس عليه السلام قد تهرب من مسؤولياته ، وأن النبي نوحاً عليه السلام لم يكن معصوماً في تلقي الوحي . . إلى عشرات بل مئات من التعابير الصريحة أو المشيرة إلى
معان لا يصح نسبتها إلى الأنبياء ، وباستطاعتكم مراجعة كتابنا : " مأساة الزهراء عليها السلام " وكتاب " الخلفيات " ، وهما موجودان على صفحة الهادي ، وبإمكانكم أن ترسلوا لنا عنوانكم لنرسلها إليكم . .
رابعاً : بالنسبة لما ذكرتموه من أن رأي السيد فضل الله بالعصمة هو نفس تعريف الكبار ، ثم ذكرتم الفقرة التي يقول فيها " كلهم معصومون الخ . . " .
فإننا لا نملك إلا أن نقول : إن كلامه متناقض مع ما ذكرناه آنفاً ، ومع سواه . وعليه هو أن يخرج من هذا التناقض فيعلن أن جميع ما قاله عن الأنبياء عليهم السلام كان غير دقيق . . ثم يعيد النظر في مؤلفاته ، وتعابيره . .
أو أن يقدم لنا تعريفه للعصمة الذي ينسجم مع مقولاته هذه لننظر فيه ، إن كان يوافق تعريف العصمة عند الكبار أو لا يوافقه . .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . .