- العراق
منذ سنتين

ما المراد بيوم الفتح ؟

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة السيد . . أرجو تفسير الآية القرآنية الكريمة ، قوله جلت قدرته : * ( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ ) * ( 1 ) " صدق الله العلي العظيم " .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فقد يقال : إن مما يستفاد من الآيات هو : أن الله تعالى قبل هذه الآية قد ذكر للمؤمنين أوصافاً ، وحالات ، وشؤوناً ، وذكر ما أعده الله لهم جزاءً على أعمالهم الصالحة . . ثم ذكر الذين فسقوا ، وقرر أن جزاءهم النار التي كانوا يكذِّبون فيها ، وتوعدهم أيضاً بأن يذيقهم من أجل ذلك من عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة ، فيصيبهم بالأمراض ، وبالقتل ، وبالذل ، أو بغير ذلك . . ثم أشار إلى أنهم - أعني الذين فسقوا - يثيرون جدلاً وخلافاً ، وسيفصل الله في هذا الخلاف يوم القيامة . . ثم أنَّبهم على إصرارهم على الباطل ، وعدم اتعاظهم بما جرى على من قبلهم من الأمم ، وعدم أخذهم العبرة مما يرونه من إنبات الله تعالى للزرع الذي تأكل منه أنعامهم وأنفسهم . . فلماذا يصرون على موقفهم ويعاندون الحق وأهله ، ويجادلون بالباطل وينكرون الحساب والمعاد ، والثواب والعقاب ، ويتساءلون - على سبيل الإنكار - عن يوم القيامة هذا ؟ ! ولماذا اعتبروا أنه هو اليوم الذي تحل فيه عقدة هذه القضية ، وتفتح فيه أبواب الحلول ؟ ! ثم أجابهم تعالى بأن يوم الفتح الذي يسألون عنه ، متظاهرين بأنهم إذا رأوه وعاينوه ، وثبت لهم صحة ما وعدهم به الرسول من وجود قيامة ، وحساب وعقاب ، سوف يؤمنون ويصدقون وينقادون . . - أجابهم تعالى على سؤالهم هذا - : بأن الإيمان في ذلك اليوم لا ينفعهم ، وسوف لا يعطَوْن مهلة لتدبر أمرهم ، بل سوف يواجهون الخزي والعذاب ، وبئس المصير . . والله هو العالم بالحقائق . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد رسوله وآله الطاهرين . .