كتابة كلمة لعنة في القرآن
السلام عليكم ورد في كتاب الله الآية السابعة من سورة النور قوله (وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ). والسؤال هو :- لماذا كتبت كلمة لعنة في هذه الآية بالتاء الطويلة بدلاً من المربوطة كما في باقي الآيات ومنها قوله تعالى في سورة الأعراف الآية الرابعة والأربعون (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ................فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ). أرجوا من حضرتكم تبيان سبب إختلاف الكتابة في كلمة لعنة وشكراً لجهودكم.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته القاعدة في بسط وقبض التاء؛ أن التاء المقبوضة يدل قبضها على أن الشيء مجهول كله أو بعضه، ورسمها كان كالكيس المربوط، إن عرفت بعض ما فيه، فلا تعرف كل ما فيه. والتاء المبسوطة يدل بسطها على أن الشيء معلوم وبين واضح غير مجهول، ورسمها كان كالصحن المكشوف لا يخفي ما يوضع فيه. أن من أسباب بسط التاء في كلمات وربطها في كلمات أخرى يعود ذلك الى قداسة القرآن الكريم وتواتر نزوله وتوقيفيته وتوقيف رسمه، تركتْ الظاهرة على حالها في رسمها الأول الذي نزلت به الكلمة التي كُتبتْ بالتاء المفتوحة(الطويلة) بدلاً من التاء المربوطة(القصيرة) قبل خمسة عشر قرناً في كتاب الله العزيز كتاب الإعجاز والفصاحة ومستودع الدين والقيم ودستور الحياة في أمة البيان والإبانة، ولعل هذا هو السبب الرئيس في بقاء رسم التاء المربوطة تاءً مفتوحة في بعض الكلمات الشريفات في القرآن الكريم مخالفة للقياس المتبع في الكتابة العربية في مواضع عديدة تقدم إحصاؤها في مبحث :"رسم التاء المربوطة(القصيرة) تاءً مفتوحة(طويلة) في القرءان الكريم " محافظة للأصل الذي رسمت به الكلمة أول نزولها في القرءآن الكريم، ولم تكن هذهِ الظاهرة في حرف التاء الوحيدة المخالفة للقياس المتبع في الكتابة العربية وإنما توجد ظواهر أخرى مخالفة في الرسم القرآني الشريف في حروف كثيرة منها:(الألف والهمزة والواو والياء والسين… الخ) وهنكا من يذكر ان الفرق بين رسمي ( لعنة الله ، لعنت الله ) ، فقد ورد هذا التعبير ست مرات في القرآن الكريم ، أربعاً منها برسم ( لعنة الله ) ، واثنتين برسم ( لعنت الله ) . فأما التي بالتاء المربوطة ففي : - ( إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) البقرة 161 . - ( أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) آل عمران 87 . - ( .. فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظلمين ) الأعراف 44 . - ( .. ويقول الأشهد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظلمين ) هود 18 . ونلاحظ في هذه المرات الأربع أن ( لعنة الله ) ترسم بالتاء المربوطة إذا كانت عامة ، بمعنى أن هناك من قام مع الله تعالى باللعن ، مثل الملائكة والناس والمؤذن والأشهاد . وأما التي هي بالتاء المفتوحة ففي : - ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكذبين ) آل عمران 61 . - ( والخمسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكذبين ) النور 7 . فنلاحظ أن اللعنة قد اقتصر مصدرها على الله تعالى وحده فقط ولم يشترك في اللعن أحد آخر لا من الملائكة ولا من الناس . وبناء عليه نجد أن : رسم ( لعنة الله ) يعني لعنة عامة يشترك فيها غير الله تعالى . رسم ( لعنت الله ) يعني لعنة خاصة من الله تعالى وحده .