بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن المراد بأولي الأمر في الآيات المباركات ، هو الأئمة الطاهرون المعصومون ، المنصوص عليهم من الله ورسوله ، صلوات الله وسلامه عليهم . .
وقد دلت على ذلك الروايات الكثيرة - وقد أورد في كتاب تفسير البرهان ، وكتاب تفسير نور الثقلين [2] ، طائفة من الروايات التي صرحت بذلك . .
بل إن كتب أهل السنة ، قد صرحت بأوصاف أولي الأمر أيضاً .
فعن عطاء : أن أولي الأمر هم أولو الفقه والعلم [3] وعن ابن عباس : أهل الفقه والدين ، وأهل طاعة الله ، الذين
يعلّمون الناس معاني دينهم ، ويأمرونهم بالمعروف ، وينهونهم عن المنكر ، فأوجب الله طاعتهم على العباد [1] وعن مكحول في قوله : * ( وَأوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) * ، قال : هم أهل الآية التي قبلها : * ( إِنَّ اللّهَ يَأمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا . . [2] [3] وعن جابر بن عبد الله في قوله : * ( وَأوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) * ، قال : أولي الفقه ، وأولي الخير [4] وعن ابن عباس : أهل العلم [5] وعن مجاهد هم الفقهاء والعلماء [6] ، وعنه : أصحاب محمد أهل العلم ، والفقه ، والدين [7]
وعن أبي العالية ، قال : هم أهل العلم . ألا ترى أنه يقول : * ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) * ؟ [1] وعن الضحاك : هم الدعاة الرواة [2] وأتم وأعلى مصاديق كل هذه الأوصاف إنما هو في الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .
وأما الروايات التي رواها أهل السنة ، والتي فيها الأمر بالسمع والطاعة ، ولو أُمِّر عليهم عبد مجدع ، فإن المراد منها إلزام الناس بالأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، وإفهامهم أنه لا يحق لهم الاعتراض على إمامتهم بحجة ، أن الخلافة والنبوة لا تجتمعان ، أو أن الناس لا يرضون بخلافة علي عليه السلام ، لأنه قاتل آبائهم وإخوانهم على الشرك ، ونحو ذلك . . فتكون هذه الروايات جارية مجرى قوله تعالى : * ( مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) * [3] وقوله تعالى : * ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) * [4] والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .