بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين . .
السلام على سيدنا العلامة ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فما هو رأيكم في سند ومتن الرواية التالية : معاني الأخبار - الشيخ الصدوق ص 200 :
حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمهما الله - قالا :
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدثنا نضر بن شعيب ، عن عبد الغفار الجازي ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه ذكر أن المستضعفين ضروب يخالف بعضهم بعضاً ، ومن لم يكن من أهل القبلة ناصباً فهو مستضعف .
وقد علق المحقق سماحة الشيخ الغفاري في نفس الصفحة قائلاً :
والمستضعف عند أكثر أصحابنا من لا يعرف الإمام ولا ينكره ولا يوالي أحداً بعينه .
وفى المحكي عن ابن إدريس - رحمه الله - هو من لا يعرف اختلاف الناس في المذاهب ولا يبغض أهل الحق على اعتقادهم وهو أوفق بالأحاديث .
فما هو الرأي الصحيح بارك الله فيكم ؟ ؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن المراد بالمستضعف : تارة الأئمة عليهم السلام ، إذ قد استضعفهم الأعداء في الأرض . . وبهذا فسر قوله تعالى : * ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ) * [1] .
وقد قال أمير المؤمنين للنبي صلى الله عليه وآله حينما جيء به إلى المسجد للبيعة , وكذلك قال هارون لموسى : * ( قَالَ ابْنَ أمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي ) * [2] .
وقد عقد في البحار ج 24 ص 167 باباً عن أنهم صلوات الله عليهم المستضعفون الموعودون بالنصر من الله تعالى .
وهناك روايات طبقت قوله تعالى : * ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ) * [3] على الأئمة عليهم السلام [4] .
أما قوله تعالى : * ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأوْلَئِكَ مَأوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً ، إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ . . ) * [1] .
فإن الروايات قد دلت على أن المستضعف فيها هو من لم ترفع إليه حجة , ولم يعرف الاختلاف , فإذا عرف الاختلاف , فليس بمستضعف ، فراجع رسالة الإمام الكاظم عليه السلام لعلي بن سويد [2] .
وروي بسند صحيح عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام قال : من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف [3] .
وعن علي عليه السلام : ‹ أما من تمسك بالتوحيد , والإقرار بمحمد , والإسلام , ولم يخرج من الملة , ولم يظاهر علينا الظلمة , ولم ينصب لنا العداوة , أو شك في الخلافة , ولم يعرف أهلها وولاتها , ولم يعرف لنا ولاية , ولم ينصب لنا عداوة ، فإن ذلك مسلم مستضعف , يرجى له رحمة الله , ويتخوف عليه ذنوبه › [4] .
وعن سليمان بن خالد , عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سألته
عن المستضعفين , فقال : البلهاء في خدرها ، والخادم تقول لها صلي , فتصلي , لا تدري إلا ما قلت لها , والجليب الذي لا يدري إلا ما قلت له , والكبير الفاني , والصبي الصغير , هؤلاء المستضعفون .
فأما رجل شديد العنق , جدل , خصم يتولى الشراء والبيع , لا تستطيع أن تغبنه في شيء , تقول : هذا مستضعف ؟ لا , ولا كرامة [1] .
وعن سفيان بن السمط قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في المستضعفين ؟
فقال لي : - شبهاً بالمفزَّع - وتركتم أحداً يكون مستضعفاً ؟ وأين المستضعفون ؟ فوالله , لقد مشى بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهن ، وتحدث السقايات بطريق المدينة [2] .
فاتضح بما ذكرناه : أن قول ابن إدريس , وقول الأصحاب لا يختلفان من حيث المؤدى والمفاد , غير أن كلاً منهما قد فسر المستضعف بأحد منطبقاته , وكلاهما مما ورد التطبيق عليه في الروايات .
وأما سند رواية الصدوق الواردة في السؤال [3] فهو ضعيف بالنضر بن شعيب . .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .