logo-img
السیاسات و الشروط
- العراق
منذ 4 سنوات

توبة جعفر ابن الإمام الهادي ( عليه السلام )

بسم الله الرحمن الرحيم السيد الجليل والعلامة القدير المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . سيدي الجليل والعلامة القدير عندي سؤال أرجو التكرم علينا بالإجابة عليه حفظكم الله : هل صحيح أن جعفر الكذاب ابن الإمام الهادي عليه السلام قد تاب عن عمله الذي ادَّعى به الإمامة كذباً وهل توجد روايات بهذا المضمون ؟


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . بالنسبة لجعفر ابن الإمام الهادي عليه السلام ، أقول : روى الطوسي رحمه الله ، توقيعاً صادراً عن الإمام الحجة صلوات الله عليه ، جاءت فيه عبارات قوية وصارمة حول هذا الرجل ، مثل قوله : ‹ وقد ادَّعى هذا المبطل ، المفتري على الله ، الكذب بما ادعاه الخ . . › [1] فراجع ، فإن فيها كلمات قوية وصريحة في التجريح بجعفر هذا . . . وهناك توقيع آخر أشد منه ، لكنه لم يصرح باسم جعفر ، لكن يظهر من لحن الكلام أنه هو المقصود فراجعه . . [2] . وهناك توقيع ثالث وصف من يدَّعي الإمامة سواه عليه السلام - والحديث إنما هو عن ادِّعاء جعفر لها - بقوله : ‹ ولا يدَّعيه غيرنا إلا ضال غوي الخ . . › [3] . وروي أن الإمام الهادي عليه السلام لم يظهر سروراً وقت ولادته ، وقال : إنه سيضل خلقاً كثيراً . . [4] . وأما توبته فليس ثمة دليل صالح لإثباتها . . نعم ، قد استدل على ذلك السيد محمد صادق الصدر ، بالتوقيع الصادر عن الإمام عليه السلام ، بواسطة السفير الثاني محمد بن عثمان العمري ، يجيب فيه على أسئلة إسحاق بن يعقوب ، وقد جاء فيه : ‹ وأما سبيل عمي جعفر وولده ، فسبيل إخوة يوسف عليه السلام › . . [1] قال : ‹ يشير بذلك إلى عفو الله تعالى عن إخوة يوسف عليه السلام ، بعد أن كانوا قد ناصبوه العداء ، وغرروا به › . . إلى أن قال : ‹ وهذا البيان من الإمام المهدي يدل على العفو عن جعفر ، لنفس السبب الذي عفي به عن إخوة يوسف ، وهو اعتذارهم ، ورجوعهم إلى الحق ، وتوبتهم عما فعلوه › [2] . غير أننا نقول : إن هذا الكلام لا يمكن قبوله في صورته الظاهرة ، إذ لعله عليه السلام قد شبه عمه وأولاده ، بإخوة يوسف من حيثية أخرى ، هي : أن الذي دعاهم إلى الكيد له ، هو حسدهم ، وحبهم للدنيا ، وإيثارهم لها . . ولسنا بحاجة إلى بيان المفردات التي تدلل على هذا الأمر في تاريخ جعفر هذا . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين . .