السلام عليكم
اني عندي صديقة تتابع الكيبوب (فن موسيقي كوري)وهو لا يجوز اريد ان اجعلها تتوب ولكن جميع محاولاتي كانت فاشله , كيف اجعلها تتوب الى الله توبه صالحه ؟ اريد ان التقي فيها بالجنه ان شاء الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ابنتي الكريمة، إنّ حرصكِ على صديقتكِ ورغبتكِ في صلاحها هو جوهر الصداقة الحقيقية التي يرتضيها الله.
لكن أحيانًا، الطريق المباشر في النصح لا يؤتي ثماره، لأنه قد يُشعر الطرف الآخر بالهجوم على ما يحبه، فيزداد تمسكًا به. الحكمة تقتضي تغيير الأسلوب لا الهدف. فنحن نعلم أنّ الموقف الفقهي لك تجاهها هو النصيحة وإذا لم تقبل فعليك إظهار الانزعاج من تلك التصرفات على الأحوط وجوباً، ولكنّكِ تريدين ما هو أكثر من الموقف الفقهي، فتريدين أنّ تكون هي بنفسها صالحة ورفيقة لك في الجنان إن شاء الله فهنا عليك أن تضعين خطة مُحْكَمة تسيرين عليها:
أوّلاً: كوني أنتِ القدوة الحسنة في حياتها. دعيها ترى فيكِ السكينة والطمأنينة التي يمنحها القرب من الله. بدلًا من التركيز على ما تتابعه.
ثانياً: ركّزي على انشطة مشتركةٍ بينكما تملأ وقتها وقلبها بما هو أنفع وأبقى. اقترحي عليها القيام بأعمالٍ صالحةٍ معًا، كزيارة مكانٍ مقدس، أو مساعدة محتاج، أو قضاء وقتٍ في الطبيعة تتفكران فيه بعظمة الخلق.
ثالثاً: اجعلي حديثكِ معها عن جماليات الدين، عن رحمة الله ولطفه، وعن الأثر الإيجابي للإيمان في النفس، بدلًا من الحديث عن الحرام والحلال بشكل مباشر وجاف.
رابعاً: عليك العمل على تبين المضار لتلك الاعمال المحرمة وتبين انها بلا نفع وتبغيضها لها وبذل جهد في ذلك
إن دوركِ هو أن تكوني الصديقة الصالحة التي تفتح لها نافذةً من النور، لا السجّان الذي يغلق عليها أبوابها. وفي خلواتكِ، لا تنسيها من دعاءٍ صادقٍ بأن يشرح الله صدرها وينير بصيرتها، فالدعاء هو أقوى أسلحة المؤمن، والهداية بيد الله وحده.
وفقكِ الله وسدد خطاكِ.