logo-img
السیاسات و الشروط
سراج الهدى ( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 أسابيع

مغفرة الله بعد الندم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اني كنت أشيل غيبه هواي ناس والحمد لله رب العالمين هداني ورحت واجهت بعض الناس الي اغتابيتهم وبروني الذمه بالدنيا فهل يخاصموني يوم القيامه ويأخذون حسناتي ؟ وهل الله يغفر لي إذا بعض الناس ما بروني الذمه ؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، اعلمي بأن الغيبة من الكبائر، وحقّ العِرض من حقوق العباد، وما فعلتِه من التوبة ومصارحة من استطعتِ وطلب إبراء الذمة خطوة صحيحة. من سامحكِ في الدنيا وأبرأ ذمتكِ لا يخاصمكِ يوم القيامة ولا يأخذ من حسناتكِ، ما دمتِ قد أقلعتِ وندمتِ وعزمتِ على عدم العود. أمّا من لم يبرئ ذمتكِ أو تعذّر الوصول إليه، فالأصل في حقوق الناس طلب رضاهم متى أمكن بلا مفسدة، فإن كان إعلامه يجرّ إلى أذى أكبر أو قطيعة فلا تُلزَمين بإخباره، بل الزمي إصلاح ما أمكنكِ: أكثري من الاستغفار له والدعاء بخير، واذكريه بالثناء في المواضع التي اغتبته فيها، وادفعي عنه إذا ذُكر بسوء، وحاولي إزالة ما ترتّب على كلامكِ إن أمكن بلا ضرر، وتصدّقي بنيّة جبر الخاطر عنه. مع هذا الجهد وتوبة صادقة، يُرجى لكِ عفو الله سبحانه وتعالى، فباب رحمته واسع، وهو قادر على أن يُرضي المظلوم ويعفو عنكِ بفضله، فلا تيأسي من روح الله تعالى، واحرصي بعد اليوم على حفظ لسانكِ وصحبة من يذكّركِ بخير القول، وأكثري من الأعمال الصالحة فإنها تمحو السيئات بإذن الله. نسأل الله أن يتمّ عليكِ التوبة ويجعل لكِ يوم القيامة سلاماً وعفواً. فعن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «إيّاكم والغيبة فإنّها إدام كلاب النار، وإنّ من اغتاب أخاه المؤمن حُبط عمله وباء بوزره، ومن تاب تاب الله عليه». [الكافي للكليني، ج 2، ص 357] وفقكم الله تعالى لكل خير وصلاح بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين، ودمتم في رعاية الله وحفظه.