تأثير ظروف الشاب على الحياة الزوجية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة،علينا أن نفرق بين عدة جوانب، منها: أولاً: لا يحمل الإنسان وِزر غيره، وموت أخيه بتلك الصورة المؤلمة - مع كونه محرماً شرعاً - يجب أن لا يؤثر في حكم اقترانك به؛ قال تعالى: {لا تزر وازرة وزر أخرى} (الأنعام: ١٦٤)، فهو لا ذنب له بذلك فلِمَ تحملونه وزر غيره؟! نعم، ما سيؤثر فعلاً هو حال هذا الشاب اليوم من ناحية دينه وخلقه، واستقراره النفسي بعد الصدمة، وقدرته على إدارة حدودٍ صحيحة مع والده، واستعداده لتحمّل مسؤوليات بيتٍ جديد بلا أن ينقل صراعات أهله إلى حياتكما. ثانياً: انظري بعمق إلى أمور محددة قبل القرار: هل يظهر عليه توازن وانضباط في عبادته وخلقه وحديثه، أم يغلب عليه الغضب واليأس؟ هل لديه عمل ثابت وقدرة على النفقة ومسكن مستقل واضح، أم أن التزاماته تجاه أسرته قد تجعل بيتكما في مهبّ توترات دائمة؟ وكيف يتكلم عن والده: هل يستطيع وضع حدود بأدب ومن غير قطيعةٍ تامة، أم أنه يعيش حالة قطيعة وخصومة مفتوحة؟ هذه هي الأمور التي يجب أن تكون محط نظرك وأهتمامك. ثالثاً: إن رأيتِ ديناً وخلقاً، وخطةً واضحة لمسكن مستقل، ووضوحاً في حدود العلاقة مع أهله، فالأصل جواز الإقدام. وإن وجدتِ جراحاً ما زالت نازفة، أو غضباً غير مضبوط، أو غموضاً في النفقة والسكن أو غيرها من ألأمور السلبية التي تؤثر على حياتكما المستقبلية واستقرارها، فالأفضل عدم التسرع بالموافقة وتأجيل القرار لحين التشاور مع من هم أكثر خبرة منك وأكثر قرباً منه ليتضح حاله أكثر. فإذا بقي الحال على ما هو عليه، وثبت أنَّه لا يتوافق معك أو رأيته غير مناسب لك فيمكنك أن ترفضي ذلك الزواج بأدب واحترام وتعتذري عن ذلك الارتباط. نسأل الله أن يكتب لك الخير حيث كان، وأن يرزقك زوجاً صالحاً وسكينة دائمة.