السلام عليكم
سيد اني مريت من طفولتي بوقت صعب حيل طفوله ومراهقه وشباب من ضلم وهواي اشياء، بس سيد دا احس بكميه حقد مو طبيعية يعني وي هلاحساس تجيني افكار متخطر على بال ابليس من كميه الحقد الي بداخلي، صار لسامي طويل واتلذذ اني اتجاوز وافرض سيطرتي واعرف اسرار المقابل ونقاط ضعفه واستغلها مع انو اني مجنت هيج الكل يشهدلي جنت حمامه سلام واقوة شي عندي ابجي، سيد كلش خايفه من هل افكار والتصرفات يعني حتى عدي طرق اخلي المقابل يثق بيه ويحجيلي كلشي في حين اني بداخلي شايله غل مو طبيعي تجاها وكل كلمه يحجيها الي ممكن تاذي
فدوه ممكن تنصحوني شنو اسوي اقسم بالله لاخليت دكتور نفسي ولا علاج يعتب عليه بس ماكو فايده
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، ما مررتِ به من أذى لا يبرر أبداً أن يتحول القلب إلى أداة لإيذاء الآخرين أو السيطرة عليهم.
والخواطر القاسية لا تُؤاخَذين بها ما دمتِ تدفعينها، أما تعمّد استدراج الناس وكشف أسرارهم واستغلال نقاط ضعفهم فهو ظلم محرم وغش وخيانة للأمانة، ويجرّ القلب إلى قسوة خطيرة، قال تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} (المائدة: ٨)، فحتى مع من أساؤوا لا يجوز أن يدفعنا الغضب إلى تجاوز حدود الله.
ابنتي، إن الطريق الصحيح يبدأ بتوبة صادقة: توقّف فوري عن كل سلوك يؤذي الناس، وندم على ما مضى، وعزم جادّ على عدم العودة، وردّ الحقوق إن أمكن من دون إيقاع ضرر أكبر، فإن تعذّر الاعتذار المباشر فاعملي على إصلاح ما تستطيعين وادعي لمن تضرر.
واقطعي كل وسيلة اعتدتِ بها على استدراج الثقة لأجل السيطرة، فإن الثقة أمانة، ومن لم يَصدُق فيها لا يُوفَّق.
ابنتي المؤمنة، اعمري قلبك ببرنامج ثابت يُليّن القسوة: المحافظة على الصلوات بخشوع في أوقاتها، ووردّ يومي من الاستغفار والصلاة على النبي وآله، وتلاوة شيء يسير من القرآن بتدبر، وصدقة ولو قليلة بانتظام، وصلاة الليل قدر الاستطاعة.
وألزمي لسانك بالسكوت عند الغضب، وابتعدي مؤقتاً عن المجالس التي تُهيِّج الحقد أو الغيبة أو تتغذى على أسرار الناس.
وعند فوران الغضب أو ورود خواطر الانتقام غيّري حالك فوراً: استعاذة صادقة، خروج من المكان، وضوء وتغيير هيئة الجلوس والقيام، تنفّس عميق وبطء في الردّ إلى الغد، واكتبي ما بداخلك في ورقة ثم مزّقيها من غير إرسال. وميّزي بين الألم القديم وبين اختياراتك الحالية؛ لا تسمحي للأذى الذي وقع عليك أن يتكرر على يديك مع غيرك.
واجعلي لنفسك محاسبة ليلية قصيرة تسألين فيها: هل تجسستُ اليوم؟ هل آذيتُ أحداً بقول أو فعل؟ هل رددتُ مظلمة أو أصلحتُ أثراً سيئاً؟ واكتبي نقاط التحسن الصغيرة؛ التراكم اليومي يغيّر القلب بإذن الله.
وأمّا من جهة العلاج الدنيوي، فإن بعض آثار الطفولة المؤلمة تحتاج معالجة تخصصية متمحورة حول الصدمات، فابحثي عن معالجة نفسية خبيرة بطرائق العلاج الجدلي السلوكي أو العلاج المعرفي المتمركز حول الصدمة.
وإن لم تجدي فائدة من تجربة سابقة فغيّري الأسلوب والمُعالِجة ولا تيأسي، وحدّدي أهدافاً مكتوبة وجلسات بعدد متفق عليه ثم قيّمي التقدّم بموضوعية.
واجمعي بين العلاج والعبادة وخدمة الناس؛ فالخدمة الخالصة كمساعدة محتاج أو تعليم نافع تذيب كثيراً من الغلّ.
وابني علاقاتك من جديد على الصدق والحدود الواضحة: إن لم تقدري الآن على الأمانة مع شخص ما، فالأفضل تقليل الاختلاط به مؤقتاً بدل التورط في استغلاله.
واذكري دوماً: كرامتك في عدلك، لا في قدرتك على السيطرة.
أسأل الله أن يشرح صدرك، ويطهّر قلبك، ويبدّلك مكان القسوة رحمة ومكان الغلّ عفواً، وأن يعيذك من الظلم ويثبتك على طريق الإصلاح.