السلام عليكم، منذ أن كان عمري 10 سنوات وأنا مهتم بمسألة الأديان، كنت مهتماً بالمسيحية والإسلام، تعمقت بالدين الى حد جيد من الناحية العقائدية، كنت لفترة طويلة على الدين الإسلامي الشيعي وكنت مقتنعاً به مع الأخذ بالإعتبار أموراً لم أقتنع بها ولكنني بقيت على الدين الشيعي. منذ بضع أشهر قررت بأن أترك متابعة الأصوات الدينية واللادينية بإختلافها والتفكير مع نفسي بشكل ذاتي إعتماداً على القواعد المنطقية والحجج الفلسفية، وما وصلت إليه بعد تفكير طويل مع أقل تأثير خارجي ممكن، وصلت إلى أن الوجود قد يكون له سبب لوجوده تبعاً لحجة السببية(ما زلت أبحث بها)، لكنني لم أستطع بشكل منطقي وفلسفي الربط بين الدين الإسلامي أو باقي الأديان مع هذا *السبب* عندما حاولت أن أفترض أن هذا السبب هو خالق، والذي أكثر ما يمكن أن يكون عبارة عن إله أو خالق ربوبي. ما رأيكم؟ وشكراً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
إنّ لإثبات صحة الأديان، وأن هناك بشر مبعوث من قبل الله تعالى له طريقان أساسيان:
الأوّل: هو الطريق القياسي بأن ننزل من الأعلى إلى الأدنى، فبعد إثبات وجود الله تعالى نثبت أنه يبعث أنبياء طبقاً لحكمته وعدله، وهي الأدلة يبحثها المتكلمون في مباحث وجوب بعثة الأنبياء.
الثاني: هو الطريق الاستقرائي بأن نتتبع الظواهر التي حدثت مع النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، من حيث ظروفه الشخصية التي نشأ فيها ثم مجيئه بالقرآن والأثر المترتب على ذلك، وردة فعل المجتمع تجاه الرسالة ومواقفه المختلفة تجاه الأحداث والتأييدات الالهية الظاهرة التي تواترت السيرة على نقلها، وغيرها من الأمور المرتبطة بتأريخ النبي، فمطالعة هذه الأمور تجعلنا أمام طريقين:
إما أن نقرّ بالنبوة فيكون الإقرار بالنبوة تبريرا منطقياً لهذه الأحداث والمواقف، وتكون النبوة مستدلاً عليها بهذا الاستقراء.
وإما أن لا نقر بالنبوة فنحتاج إلى تبرير منطقي للظواهر الموجودة ومنها القرآن الكريم وما فيه من أمور إعجازية.
ثم نقارن بين الاحتمالين فنلاحظ إيهما منطقية في تبرير الأحداث ونحن نقطع بأن دلائل النبوة ستكون هي الكفة الراجحة إلى حد أن من لم يفترض النبوة سيقع في تناقض في تبرير هذه الدلائل، وننصحك لمتابعة هذه الأحداث والدلائل ثم محاكمتها وفق المنطق العقلي، ننصحك بقراءة كتيب ( المرسل والرسول والرسالة ) للسيد محمد باقر الصدر، وقراءة كتاب ( براهين النبوة ) للدكتور سامي عامري.