logo-img
السیاسات و الشروط
فاطمة ( 17 سنة ) - العراق
منذ شهر

الابتعاد عن الأهل عند الضرب والإساءة

السلام عليكم عندي استفسار بخصوص حدث حالي أنا بنية اهلي منفصلين وأعيش ويا امي واخواني الاثنين امس صار موقف بالمختصر جنت راجعة من الدوام وأمي كلتلي على شغلة كلتلها تعبانة هسه ومالي حيل ضلت تحجي عليه وتغلط واخوي مر سمع الموضوع وهو هم ضل يحجي عليه ويسب بصيغة الضحك أنا انضغطت وبچيت ما كدرت الزم نفسي وضربته بوكس على وجهة هوَ عصب وضربني راجدي خشمي نزل دم وعيني ورمت من ضربني أمي كالت اله اي عفيه عاشت ايدك تستاهل هنا أنا ما استحملت وصرت احجي كلام وأصيح عليهم وهيه ايضًا سمعتني حجي وقذف وضربتني، أبوي موقعه قريب علينا اتصلت عليه يجي ياخذني بعد إقناع وأخذني يمه اليوم كعدت اخوي الجبير اجا يقنعني ارجع وأصريت على موقفي ورح بعدها امي اجت تقنعني وضلت تستعطفني من ناحيتها وراحت رجعت من شافتني مصره أريد اضل ويا أبوي وبنفس الوقت ضميري يأنبني هي مريضه شنو الحكم


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، في الجواب عن سؤالك سيكون الكلام في أمرين. الأول: الحكم الشرع، إنَّ برّ الأم واجب عظيم وقطيعة الرحم محرّمة، والسبّ والقذف والضرب محرّم على الجميع بلا استثناء، ولكِ أن تنتقلي للسكن عند والدك إذا فقدتِ الأمان والسكينة عند أمك أو خفتِ أذىً متكرراً، ولا إثم عليكِ في ذلك ما دمتِ محافظة على صلتك بها قدر الاستطاعة بالكلام الطيب والزيارة الآمنة، دفع الأذى عن النفس بالطرق الخالية عن التجاوز والضرب والسب جائز، ولذا لا يجوز البدء بالاعتداء بالضرب وغيره من أساليب العنف، وما صدر منك من ضرب أو كلمات جارحة هو خطأكبير أفقدك حقك،.لذا يلزمك التوبة الصادقة والاعتذار، كما أن ما صدر من أخيك وأمك من سبّ وضرب محرّم هو أيضاً خطأ كبير ولا يُقرّه الشرع، فكلكم قد اخطأتم وارتكبتم مخالفة شرعية، توجب عليكم التوبة والاستغفار والعزم على عدم العود لمثلها. الأمر الثاني: طاعة الوالدة ليست واجبة عليك في كل أمر مباح حتى إذا ترتّب منه عليكِ مشقة وحرج، بل الطاعة تكون في حدود المقدرة، لكن هذا ليس معناه أنَّه لايجب عليك الإحسان إليها بالقول الكريم وعدم رفع الصوت أو الإساءة، بل يجب ذلك. أمَّا كيفية إصلاح ما وقع: استعيني بوالدك أو قريبة حكيمة وسيطة لترتيب جلسة هادئة توضع فيها حدود واضحة لحرمة السبّ والضرب، وتنظيم المسؤوليات المنزلية بما يراعي دوامك وتعبك، والاتفاق على أسلوب تواصل محترم، إن تعذّر اللقاء الآن، اكتبي لوالدتك رسالة قصيرة تعترفين فيها بخطئك في الضرب والكلام، وتؤكدين محبتك وخوفك على صحتها واستعدادك لخدمتها ولو وأنتِ مقيمة عند والدك، مع اقتراح تواصل تدريجي حتى تهدأ النفوس. بما أن والدتك مريضة، فواصلي برّها وأنتِ عند أبيك: اتصلي للاطمئنان، زوريها برفقة والدك أو شخص مأمون، تابعي أدويتها واحتياجاتها، وقدّمي ما تقدرين عليه من خدمة أو نفقة، وادعي لها، ذلك يخفّف تأنيب الضمير ويُظهر صدقك من غير تعريض نفسك للأذى، قال تعالى: وبالوالدين إحسانا (الإسراء: 23). اجعلي لسانك رطباً بالاستغفار، واضبطي ردودك، فإن بدأ سبّ أو شجار فاقطعي الحوار بهدوء وغادري المكان من غير ردّ مماثل. أسأل الله أن يصلح ذات بينكم، ويشفي والدتك، ويؤمّن قلبك وداركم بالسكن والمودة.