logo-img
السیاسات و الشروط
( 17 سنة ) - العراق
منذ 5 سنوات

من هو السفياني؟


ذكرت الروايات الشريفة أنّ السفياني منحدر من نسل أموي وبالتحديد من أولاد أبي سفيان لعنه الله والد معاوية وجد يزيد لعنهما الله، وقد صرحت الروايات أيضا بأن هندا آكلة الأكباد هي جدته، ويكون خروجه من الشام من ارض سميت في الروايات الشريفة بالوادي اليابس. أما ملامحه وأوصافه البدنية فهو رجل ربعة أي لا بالطويل ولا بالقصير معتدل الطول ومتوسطه، وفي بعض الروايات وحش الوجه والوحش هو الرديء من كل شيء فيصبح المعنى ان السفياني رديء الشكل قبيح المنظر، ولعل وصفه بوحش الوجه جاء بسبب ان علامات الوحشية والقسوة بادية على وجهه بحيث لا تخفى على من يراه، أو لعل المعنى هو ان من يراه يستوحش منه ولا يستأنس بمشاهدته ولقياه. ومن أوصافه أيضا انه ضخم الهامة بوجهه اثر جدري والظاهر ان هذا الأثر جاءه نتيجة إصابته بهذا المرض قبل أيام ظهوره المشؤوم، أو لعل تلك الآثار جاءت نتيجة تشوه في الخلقة قبل الولادة أو بعدها، ومن أوصافه أيضا ان في إحدى عينيه خللا بحيث من يشاهده يحسبه اعور العين، وقد روي عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه انه قال: «قال أبي صلوات الله وسلامه عليه قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان وأبوه عنبسة، وهو من ولد أبي سفيان» (راجع كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص651). وعن عثمان عن عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه: «إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس» (نفس المصدر السابق). أسمه ومدة حكمه المشؤوم أما اسمه فقد ذكرت بعض الروايات ان اسمه هو عثمان بن عنبسة كما مر في الرواية السابقة، ولكننا نجد في روايات أخرى حينما يُسأل الإمام صلوات الله وسلامه عليه عن اسم السفياني فانه لا يعير لاسمه أي أهمية ويطلب من السائل التركيز على مواصفات أخرى وميزات ثانية تعرف من خلالها شخصية السفياني، ولعل عدم الاكتراث لتبيان اسمه ناتج عن ان السفياني ربما سيتخذ اسما آخر يختفي وراءه ويستتر به فيكون التركيز على الاسم وتبيانه لغوا. فالمهم ان نعرف باقي ميزاته التي بها يمكن تشخيصه، والتي منها ان السفياني سيحكم خمس مناطق متجاورة وهي التي عبرت عنها الروايات بالكور الخمس، وان مدة حكمه وبقائه في السلطة سيدوم ثمانية أشهر لا يزيد عليها يوما واحدا فعن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال: سألت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه عن اسم السفياني فقال: «وما تصنع باسمه، إذا ملك كور الشام الخمس دمشق، وحمص، وفلسطين، و الأردن، وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما» (راجع كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق:ص651 -652). وفي رواية أخرى يوجد تفصيل أكثر وفيها زيادة في مدة حكمه وهي التي عن عيسى بن أعين عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: « ... المزید ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص310). ولا تعارض في ما بين الروايتين الأولى والثانية لاحتمال ان الرواية الأولى تتكلم عن مدة حكمه الفعلي، بينما الثانية تتحدث عن ثمانية أشهر التي هي مدة حكمه بإضافة شهر يكون بعد سقوط ملكه فيه بقايا آثار فتنته، شأنه في ذلك شأن كل الدول أو الحكومات التي يتم الإطاحة بها فان بعض آثارها تستمر حتى بعد الإطاحة بها ولفترة تطول أو تقصر، ولعل الرواية التالية عن الإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه توضح هذا التفسير والجمع بين الروايتين حيث يقول: «... وإنما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر ولا يجوزها إن شاء الله» (المصدر السابق: ص312). وفي قوله (وإنما فتنته) دلالة واضحة على ان فترة التسعة أشهر هي مدة حكمه بإضافة ما يستتبعها من آثار سيئة.

26