logo-img
السیاسات و الشروط
( 27 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ممكن تفسير هذا الايه: قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ )


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون) الخوض - على ما في المجمع - دخول القدم فيما كان مائعا من الماء والطين ثم كثر حتى استعمل في غيره. وقال الراغب في المفردات: الخوض هو الشروع في الماء والمرور فيه، ويستعار في الأمور، وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يذم الشروع فيه. انتهى. ولم يذكر الله سبحانه متعلق السؤال وأن المسؤول عنه الذي إن سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأل عنه ما هو؟ غير أن قوله: (ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) بما له من السياق المصدر بإنما يدل على أنه كان فعلا صادرا منهم له نوع تعلق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان أمرا مرئيا يسئ الظن بهم، ولم يكن في وسعهم أن يعتذروا منه بعد ما تبين وانكشف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا بأنه إنما كان منهم خوضا ولعبا لم يريدوا به غير ذلك. والخوض واللعب الذين اعتذروا بهما من الأعمال السيئة التي لا يعترف بهما الناس في حالهم العادي وخاصة المؤمنون وسائر المتظاهرين بالايمان وخاصة إذا كان ذلك في أمر يرجع إلى الله ورسوله غير أنهم لم يجدوا وصفا يصفون به فعلهم لاخراجه عن ظاهر ما يدل عليه، دون أن يعنونوه بأنه كان خوضا ولعبا. ولذا أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يوبخهم على ما اعتذروا به فقال: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون) ثم فسر عملهم في آخر الآيات بقوله: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا) الآية. ويتحصل من مجموع هذه القرائن أن المنافقين كانوا أرادوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسوء كالفتك به ومفاجأته بما يهلكه وأقدموا على ما قصدوه وتكلموا عند ذلك بشئ من الكلام الردى لكنهم أخطأوا في ما أوقعوه عليه واندفع الشر عنه، ولم يصب السهم هدفه فلما خاب سعيهم وبان أمرهم سألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك وما تصدوه به اعتذروا بأنهم كانوا يخوضون ويلعبون فوبخهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون) ورد الله سبحانه إليهم عذرهم الذي اعتذروا به وبين حقيقة ما قصدوا بذلك. وبالجملة معنى الآية: وأقسم لئن سألتهم عن فعلهم الذي شوهد منهم: ما الذي أرادوا به؟ وكان ظاهره أنهم هموا بأمر فيك ليقولن: لم يكن قصد سوء ولا بالذي ظننت فأسأت الظن بنا، وإنما كنا نخوض ونلعب خوض الركب في الطريق لا على سبيل الجد ولكن لعبا. وهذا اعتذار منهم بالاستهزاء بالله وآياته ورسوله فإنهم يعترفون بأنهم فعلوا فيك ما فعلوه خوضا ولعبا فقد استهزءوا بالله ورسوله فقل: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون أي أتعتذرون عن سيئ فعلكم بسيئة أخرى هي الاستهزاء بالله وآياته ورسوله، وهو كفر؟ وليس من البعيد أن يكون الغرض الأصيل بيان كونه استهزاء بالرسول، وإنما ذكر الله وآياته للدلالة على معنى الاستهزاء بالرسول، وأنه لما كان من آيات الله كان الاستهزاء به استهزاء بآيات الله، والاستهزاء بآيات الله استهزاء بالله العظيم فالاستهزاء برسول الله استهزاء بالله وآياته ورسوله.