السلام عليكم.....
1- ما هو موقف الإسلام وخاصة الشيعة من مقولة المفكر نيكيلو ميكيافيلي (الغاية تبرر الوسيلة)؟
2-على حسب علمي ان المختار الثقفي اتبع نهج الغاية تبرر الوسيلة أثناء حربه مع قتلة الحسين (علية السلام)؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من الواضح ان تعاليم الاسلام بعيدة عن هذه المقوله كل البعد و إن الأدوات والوسائل التي امر بها الاسلام و استخدمها النبي صلى الله عليه واله ، لنشر دعوته، واستعان بها لنشر دينه، كانت إنسانية وأخلاقية تماما.…
فهو (صلى الله عليه وآله ) لم يستخدم أبدا الأساليب اللاإنسانية كقطع الماء على خصومه، أو تسميمه وتلويثه، أو قطع الأشجار وما شابه ذلك من الأساليب اللاإنسانية
بل وأوصى بأن لا يلحق الأذى بالنساء والأطفال والعجائز وكبار السن، وأن لا تقطع الأشجار، وأن لا يشرع في قتال العدو قبل الدعوة إلى الإسلام وإتمام الحجة عليه.
إن الإسلام يرفض رفضا قاطعا المنطق المكيافيلي القائل: " بأن الغاية تبرر الوسيلة "
وكمثال رفض اقتراح أحد اليهود لإخضاع العدو في وقعة خيبر عن طريق إلقاء السم في الماء.
إن حياة رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله ) زاخرة بقصص التعامل الإنساني النبيل مع الأعداء.
فان أولئك القائلين بأنَّ الغاية تُبرِّر الوسيلة، يطرحون كلاماً متناقضاً؛ إذ إنَّ الغاية إنْ كانت طالحةً، فالمقدَّمة الموصلة إليها ستكون مقدَّمة طالحةً أيضاً؛
وإن كانت الغاية غايةً صالحةً، فكيف يمكن أنَّ تكون المقدَّمة الموصلة إليها مقدَّمةً طالحة؟
والسبيل الموصِل إليها سبيل خاطئ؟!
وهذا هو الفرق بين الحكومة الإلهيّة وهي تلك الحكومة التي تكون تحت ولاية الإمام المعصوم عليه السلام وبين سائر الحكومات التي نشاهدها في هذا العالم.
مثلا جميع هذه الحكومات تعمل وفقاً لمبدأ الغاية تُبرِّر الوسيلة مهما كانت تلك الوسيلة؛
فسواءً كانت تلك الوسيلة وسيلةً فاسدةً أم وسيلةً صالحةً.
فالجُرم يعدّ جُرماً عندهم ما لم يكن في إطار الوسائل التي يُراد منها الوصول إلى أهدافهم؛ وإلاّ فهو يفقد طبيعته كجُرم،
و يتبدَّل بذلك إلى عملٍ حَسَنٍ. والخطأ يكون خطأً فيما لو لم يكن في إطار الوصول إلى الهدف؛
وإلاّ لكان عملاً صحيحاً وصائباً!
فهذا هو المبدأ الذي ينتهجه المخالفين لاهل البيت في هذا العالم؛ فهم يسيرون على هذا النهج ويعملون وفقاً لهذا المبدأ؛
فالهدف لا يمكن أن يُبرَّر الوسيلة؛ فتلك المقدَّمة التي نفعلها بهدف الوصول إلى الغاية وذي المقدَّمة، يجب أن تكون مقدَّمة خالصة صافية، فالعمل المُلوَّث لا يمكن أن يُوصل الإنسان إلى النتيجة الخالصة..
الأمر المُلوَّث لا يمكن أن يُوصل الإنسان إلى رضوان الله تعالى ؛ لأنَّ الكدورة لا تتجانس مع النورانيّة، و هذا أمر ثابت لا يتغيَّر سواءً وقع هنا أو هناك.
فانه عندما يرتكب الإنسان ذنباً، فإنَّ التأثير السلبي لذلك الذنب ينعكس على نفس الإنسان أولاً،
قبل ظهور آثاره في الخارج. فكيف يكون هذا الذنب وسلية للتقرب الى الله تعالى؟اليس التوبة هي من يقرب العبد و تكون تسليه للغاية الإلهية ؟