السلام عليكم
انا اريد الزواج خوفاً من الوقوع في الحرام
لكن غلاء المهور يمنعني و انا ليس لدي المال الكثير ،ووالدي يريد تزويجي من فتاة اكبر مني بخمس سنوات و لديها وظيفة تتطلب الإختلاط مع الرجال ، و يقول ، لو تتزوج هذه الفتاة او ما ازوجك و اذا تزوجت غيرها اطردك من المنزل
ما العمل في هذه الحالة ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، إنَّ أساس الزواج هو السكينة والمودة والرحمة، وهو عقد يهدف إلى بناء أسرة صالحة وتحصين النفس، وما تشعر به من ضغط بين رغبتك في الطاعة وخوفك من الحرام وبين شرط والدك بحصر اختيار الزوجة بما يختاره هو لك، هو اختبار يتطلب الحكمة والصبر.
واعلم - ولدي - بأنَّ طاعة الوالد واجبة ما لم يكن فيها معصية الخالق أو فيما يلحق بك ضرراً بالغاً في دينك أو دنياك، والزواج ليس مجرد عقد مالي أو اجتماعي، بل هو أساس حياة بأكملها، فإن لم تشعر بالقبول والراحة تجاه من اختارها لك في حياتك المستقبلية، وبخاصة في الجانب الديني والأخلاقي، فألتفت إلى أنَّ أساس هذا البناء سيكون ضعيفاً منذ البداية، وقلقك بشأن طبيعة عملها التي تتطلب الاختلاط غير المنضبط هو قلق مشروع ينبع من حرصك على بناء بيت يقوم على الطمأنينة والعفة.
وأمَّا كيفية الحل لهذا الموقف، فإنّ الخطوة الأولى لذلك هي الحوار الهادئ والمحترم مع والدك، اختر وقتاً مناسباً يكون فيه هادئاً ومستعداً للاستماع، ولا تبدأ حديثك بالرفض المباشر، بل ابدأ بشكره على اهتمامه وحرصه على مستقبلك وأثنِ عليه اشد الثناء، ثم بعد ذلك وضح له بهدوء أن هدفك الأسمى من الزواج ليس مجرد إشباع غريزتك أو تحصيل من توفر لك المال، بل هو بناء أسرة متدينة ومستقرة، وأن هذا الأمر يتطلب أساساً متيناً من التوافق الديني والفكري، واشرح له أن قلقك لا يتعلق بشخص الفتاة، بل ينبع من حرصك على أن تكون بيئة أسرتك المستقبلية بعيدة عن كل ما قد يسبب القلق والفتنة، وأن هذا الأمر أساسي لراحة بالك واستقرار حياتك.
وإن لم يتقبل والدك هذا الحوار، فاستعن بشخص حكيم تثقون به ويحترمه والدك، كعم أو خال أو عالم دين في منطقتكم، ليتحدث معه بلطف ويوضح له وجهة نظرك وأهمية رضاك وقناعتك في هذا الأمر المصيري، وعدم جواز إجبارك من الناحية الشرعية، فأحياناً، تكون الكلمة من طرف ثالث أكثر تأثيراً.
وفي الوقت نفسه، استمر في السعي لتحسين وضعك المادي بكل جد، وأظهر لوالدك أنك جاد ومسؤول وقادر على تحمل أعباء الزواج، وفي كل خطوة، التجئ إلى الله بالدعاء في أوقات الاستجابة، فهو مقلب القلوب والقادر على أن يلين قلب والدك ويرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك.
أسأل الله أن يفتح على قلب والدك ويلهمك الصواب في أمرك.