السلام عليكم، انا صارلي فترة افكر بهل الشيء واريد اعرف اذا اسوي حرام حلال خطأ يجوز ميجوز، انا بحياتي الشخصية دتصيرلي مشاكل كثيرة وانا صغيرة على تحملها صبرت كثيرًا لكن لا توجد نتيجة فقد هُلكت طاقتي ونفذ صبري واهلي بالبيت ديحطمون افكاري واحلامي رغم افكاري ورأيي اشوفهن مو خاطئات رافضين ادرس علوم اهل البيت رافضين ادرس بالمدرسة وبعد امور انا ايست من كلشي والان مالي واهس بشيء حتى اكل ماعندي طاقة اكل سؤالي هو هل يجوز ان ابقي نفسي معتزلة وارضي الله واهلي بقدر الامكان بدون ما اعيش حياة كالاخرين؟ يعني ارفض فكرة الزواج وغيرهن فقط اعبد الله وافكر بأخرتي وبس اريد هيج اسوي فقط هل يجوز؟ يعني ماريد اشرب علاجي لو اكل وقت ماحس جوعانة فقط مو ثلاث وجبات واقضي صلواتي وصيامي واذهب من الدنيا لان رافضة كلشي من بالي ماعندي طاقة لتحمل اي شيء، واعتذر ع الاطالة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، إنَّ ما تمرين به من ضيق وما تشعرين به من ألم لهو أمر نتفهمه، ولكن الحل لا يكمن في هدم الذات أو الهروب من الحياة، ودعيني أجيبكِ في ثلاثة محاور أساسية بناءً على سؤالك:
أولاً: حكم رغبتكِ في الانعزال وإهمال النفس:
إنَّ رغبتكِ في اعتزال الحياة وترك العناية بصحتكِ من خلال إهمال العلاج والطعام، هو أمر لا يجوز شرعًا، فالجسد أمانة استودعها الله عندكِ، والحفاظ عليه واجب، وإنَّ إهماله لدرجة تؤدي إلى الضرر الكبير، يُعد من إلقاء النفس في التهلكة، وهو ما نهى الله عنه صراحة في قوله تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة: 195)، فإنَّ العبادة الحقة تتطلب جسدًا قويًا وعقلًا واعيًا، فكيف ستؤدين حق الله وأنتِ تهدمين عمداً الوسيلة التي منحكِ إياها لعبادته؟ فالانعزال بهذه الطريقة ليس حلًا، بل هو هروب يضاعف المشكلة ويغضب الله.
ثانياً: طريقة التعامل مع رفض أهلكِ:
إنَّ رفض أهلكِ لأحلامكِ وطموحاتكِ المشروعة، وإن كان مؤلمًا، لكن لا ينبغي أن يُقابَل باليأس وتدمير الذات، بل عليك السعي دائماً لإيجاد الحل لذلك، وهو يكمن في الصبر الجميل والمحاولة الحكيمة، ولا تتخيلي أنَّ الصبر استسلامًا، بل هو ثبات ومواصلة للسعي نحو الهدف المشروع وأحد طرق تحقيقه، فحاولي التحاور معهم بلين ورفق في أوقات الصفاء، واشرحي لهم وجهة نظركِ بهدوء واحترام، وإن لم تجدي استجابة في أول مُحاولة ولكن استمري بالمحاولة كلما سنحت الفرصة، فإن شعرت أنَّك بحاجة للإستعانة بطرف ثالث حكيم ومقبول لديهم، كأحد الأقارب أو شخصية دينية يثقون بها، ليكون وسيط خير يشرح لهم أهمية ما ترغبين به، فلا تترددي في الاستعانة به، ثم استعيني بالله ليفتح لكِ أبواب الحكمة في التعامل مع أهلكِ.
ثالثاً: نظرة الشرع إلى رفض الزواج:
أمَّا فكرة رفض الزواج بقصد التفرغ للعبادة فهي فكرة غير صحيحة تماماً وتخالف هدي الإسلام، فالزواج ليس مجرد شأن دنيوي، بل هو من أعظم سنن الأنبياء وشعيرة عظيمة حث عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من أحب أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليلقه بزوجة» (ميزان الحكمة، الريشهري، ج٢، ص١١٧٨).
وعنه (صلى الله عليه وآله): «ما بنى في الإسلام بناء أحب إلى الله (عز وجل)، وأعز من التزويج» (نفس المصدر السابق).
وعنه (صلى الله عليه وآله): «تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط» (نفس المصدر السابق).
وعنه (صلى الله عليه وآله): «من نكح لله وأنكح لله استحق ولاية الله» (نفس المصدر السابق).
وعنه (صلى الله عليه وآله): «النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم» (نفس المصدر السابق).
وغيرها الكثير من الروايات الشريفة.
فالزواج سبيل للعفة، ومصدر للسكينة والمودة التي ذكرها الله تعالى بقوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم: 21). فالزوج الصالح أو الزوجة الصالحة عون على طاعة الله، والزواج لا يتعارض مع العبادة بل هو بحد ذاته عبادة يُكمل بها المسلم نصف دينه، وإنَّ فكرة الرهبنة والعزوف الكلي عن الزواج ليست من الإسلام في شيء.
أسأل الله أن يربط على قلبكِ ويمنحكِ القوة والبصيرة.