logo-img
السیاسات و الشروط
هدى ( 20 سنة ) - العراق
منذ شهرين

معضلة أسرية: أختي تحب شخصاً سراً

اختي تحب شخص لكن ماتراسل تحبه من خلال نظرات ومتعمقه بلحب كلش صار خمس سنوات تحبه وتراقبه من خلال حسابات وتفكر بيه وتفكر بيه كزوج اله وهو الولد لحد الان مامتقدم وهذا الشي كلش ماثر عليه وعلى نفسيته ودائما حياته عباره عن حزن وكابه وبجي واهلي ملاحظين هذا الشي عليه لكن مايعرفون شنو سبب حزنه واختي الچبيره سألتني شنو بيه وشنو السبب حتى نعالج هذ شي ونحذر انو توصل لمرحله انو تراسل الولد فأنه حجيت لاختي چبيره عنه حتى نحاول نعالج الامر الي بيه هيه انا شخصيا هواي حجيت وياه وهواي نصحته لاكن ماسمعت كلامي ولااستجابت الي وهل يعتبر هذا شي حرام عليه لن حجيت سرها وسؤالي الثاني انا دائما احجي على تصرفاته لاختي شنو تسوي وشنو تصرف حتى اخلي اختي الچبيره بلموضوع ونكعد انا واختي ونحجي عليه مرات وعلى تصرفاته وانا نهائيا ماراضين هل يعتبر هذ غيبه وحرام علينه


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إن ما قمتِ به من إخبار أختك الكبرى، إن كان دافعه هو الخوف الحقيقي على أختك والسعي الجاد لإصلاح حالها وإخراجها من هذه الدوامة النفسية المؤلمة، وطلب العون والمشورة ممن هي أكبر وأكثر حكمة، فلا يقع ضمن إفشاء السر المذموم. فالقاعدة في مثل هذه الأمور الدقيقة هي القصد والغاية. فإن كان القصد هو الإصلاح ودرء مفسدة أكبر، كأن تقدم أختك على تصرف خاطئ أو يستمر تدهور حالتها النفسية، فإن هذا السعي يعتبر من باب النصح والتعاون على البر. أما بالنسبة لحديثك مع أختك الكبرى عن تصرفاتها، فيجب أن يكون هذا الحديث محصوراً في إطار إيجاد الحلول العملية، وليس لمجرد الشكوى أو التندّر أو وصف حالها بشكل سلبي. إن كان الكلام بينكما يهدف إلى تحليل المشكلة بهدف العلاج، وتحديد أفضل السبل لتقديم النصح لها، ويقتصر على قدر الحاجة دون الدخول في تفاصيل لا تخدم هذا الهدف، فهو يخرج عن مفهوم الغيبة المحرمة. ولكن، يجب الحذر الشديد من أن يتحول هذا الحديث إلى عادة، أو أن يتجاوز حدوده ليصبح مجرد سرد لأخطائها، فهنا يقع المحظور. إن المشكلة الأساسية ليست في الشعور نفسه، بل في كيفية إدارته والتعامل معه. إن تعلق أختك بهذا الشكل لمدة خمس سنوات هو تعلق بوهم وصورة ذهنية رسمتها في خيالها، وليس بالشخص الحقيقي. هذا التعلق استنزف طاقتها النفسية وسلبها فرحة أيامها، وهذا هو الخسران الحقيقي. دوركِ أنتِ وأختك الكبرى الآن هو مساعدتها برفق وحكمة على رؤية الحقيقة. لا تبدؤوا حديثكم معها باللوم على مشاعرها، بل بالتركيز على أثر هذا التعلق على حياتها ودينها ونفسيتها. بينوا لها أن قيمتها كإنسانة وكمؤمنة لا تتوقف على شخص أو زواج، وأن هذه السنوات التي مضت في حزن وألم كان يمكن أن تُستثمر في بناء ذاتها وتقوية علاقتها بربها وتطوير مهاراتها. شجعوها على أن توجه قلبها وطاقتها إلى الله، وأن تسأله بصدق أن يختار لها الخير. فإن كان في هذا الشخص خير لها، سيسوقه الله إليها بالطرق المشروعة التي ترضيه، وإن لم يكن فيه خير، فعليها أن تثق بأن الله سيصرفه عنها ويعوضها بما هو أفضل. إن مفتاح الخروج من هذه الحالة هو اليقين بأن أقدار الله كلها خير، وتسليم الأمر إليه بقلب راضٍ. أسأل الله أن يربط على قلبها ويشرح صدرها وييسر لها الخير حيث كان.