- العراق
منذ سنتين

متى نجامل أهل الباطل ؟

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي حفظكم الله . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . الإحقاقية ، وهم من الشيخية كما هو الظاهر ، ولكن هل ما زالوا متمسكين بمعتقدات الشيخية الأولى ؟ أم أنهم اختلفوا عن الشيخية ومالوا نحونا وتركوا الكثير من الخرافات كما يقال ؟ ! : ‹ وبحسب الاطلاع فهذه المجموعة بالذات قد تخلّت كثيراً ما عن تطرفات العقيدة الأمّ للفرقة ، وتبنّت الفكر الشيعي المعتدل ، المتمثّل في الحوزات العلميّة ومراجع التقليد ، كما يظهر ذلك من سيرتهم ومؤلفاتهم ، وهذا شيء يستحقّ التقدير إلى حدٍّ ما . والعلم عند الله › . . بأي طريقة يكون التعامل معهم ؟ وكيف نعامل مرجعهم ؟ وهل يجوز تعزيتهم عند وفاة أهلهم أو مرجعهم ؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإنه لا مجال لغض النظر أو المجاملة فيما يرتبط بالأمور العقائدية ، وقضايا الإيمان ، لأن أي تساهل في هذا الأمر قد يفسح المجال لتجذر الخطأ فيها ، وسريان الشبهة إلى الآخرين من الغافلين ، ممن يتيسر لأولئك المخطئين الاتصال بهم ، والتأثير عليهم . . ولكن ، إذا اتضح الحق ، وميَّز الناس بينه وبين ما هو باطل ودخيل ، ولم يعد ثمة من خشية على الناس في ذلك ، فإن للمجاملة حينئذ دورها كأسلوب للحفاظ على مصلحة الإسلام والمسلمين ، حيث تمس الحاجة إلى اختيارها واعتمادها في هذا الاتجاه . . وقد تصلب الإمام علي عليه السلام ، في موقفه من غاصبي حقه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، حتى إذا اتضحت الأمور للناس ، وظهر ظلمهم وعدوانهم ، صار يجاملهم . . كما أنه اتخذ الموقف الحازم والصريح من أهل الجمل وصفين والنهروان ، ليعرف الناس أن لا حق لهم فيما يدَّعونه . . ولكنه بعد أن ظهر باطلهم للناس عفا عمن حاربه ، وداوى جرحاهم ، واحتمل إساءاتهم . . وعلى كل حال ، فإن المعيار في التعامل مع الناس هو اقترابهم من الحق ، وابتعادهم عنه . . والحق عندنا هو ما جاء في كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله ، والأئمة الطاهرين المعصومين عليهم السلام ، وإجماع الطائفة هو الكاشف عن ذلك والمميز له ، وكبار علمائها هم الذين يجددون - من خلال الاعتماد على ما ذكرناه - مبادئها ، وخصوصياتها العقائدية . . ولا يقبل الشذوذ عن هذا الحق ، ولا يلتفت إلى الشاذ النادر ، كما لا يكفي الالتزام بالقضايا العامة ، بل لا بد من الحذر من أية مخالفة ، فإن مخالفة واحدة ، خاصة في أمور العقيدة ، قد تؤدي إلى الخروج من دائرة المذهب الحق بالكلية . . فليلاحظ ذلك بدقة ، وبحرص تام . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين . .