- العراق
منذ سنتين

هل يعذب الإنسان مرتين ؟

بسم الله الرحمن الرحيم سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . إذا أذنب إنسان ، وكان يستحق أن يقام عليه الحد في الدنيا ، فهل إذا أقيم عليه هذا الحد ، لا يعذب في الآخرة ؟ وهل هناك فرق بين الذنوب ، بحيث يعذب على بعضها في الدنيا والآخرة ، وعلى بعضها الآخر في الدنيا فقط ؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإن القرآن الكريم يصرح بأن : * ( مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا ) * . . [1] غير أن هناك آيات تقول : * ( إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) * [2] . وقال سبحانه : * ( إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) * [3] . وللجمع بين الآيات لا بد من النظر إلى عنصر التوبة والشفاعة . . حيث إن بعض الذنوب إذا عوقب عليها في الدنيا ، فإن تاب منها ، فإنه لا يعاقب في الآخرة أيضاً . . كما أنه قد تناله الشفاعة ، لأجل بعض الأسباب ، فيتخلص من العذاب . . فتكون آية : * ( فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا ) * . . مقيدة بقوله تعالى : * ( إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) * . . وبآية : * ( إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) * . . أي إذا تاب ، أو إذا نالته الشفاعة بأن كان ممن يستحقها . . وفيما عدا ذلك ، فإنه قد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : ما عاقب الله عبداً مؤمناً في هذه الدنيا إلا كان أجود ، وأمجد من أن يعود في عقابه يوم القيامة ، ولا ستر الله على عبد مؤمن في هذه الدنيا ، إلا كان أجود ، وأمجد من أن يعود في عفوه يوم القيامة ، الخ . . › [1] . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .