- العراق
منذ 3 سنوات

الإمام يعلم بموته ويُخير . .

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء محمد وعلى آل بيته الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . هل أهل البيت عليهم السلام يملكون الموت الاختياري ؟


بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فقد قال تعالى : * ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) * [1] . فهذه الآية تدل على أن أي نفس لا تعرف بأي أرض تموت ، والمراد : أنها لا تعلم بذلك بصورة ذاتية ، ولكن لا مانع من أن يخبر الله بعض عباده بذلك ، سواء بالنسبة إليه ، أو بالنسبة لآجال غيره من العباد . . وهذا ما دلت عليه الروايات الشريفة ، ودل بعضها أيضاً على تخيير الإمام عليه السلام في أمر موته ، فمن ذلك : 1 - ما روي عن الإمام الكاظم عليه السلام : أنه أخبر الجماعة التي أحضرها السندي بن شاهك فقال : ‹ إني قد سقيت السم في سبع تمرات ، وأنا غداً أخضرُّ ، وبعد غد أموت › . . [2] . 2 - كما أن الإمام السجاد عليه السلام قد أخبر الإمام الباقر عليه السلام بموته ليلة مات صلوات الله عليه [1] . 3 - إن الإمام الحسين عليه السلام قد خُيِّر النصر ، أو لقاء الله تعالى ، فاختار لقاء الله تعالى . . [2] . وهناك ما يدل على أن الإمام علياً عليه السلام قد خُيِّر في ليلة استشهاده . . [3] ونحوه غيره فراجع . 4 - وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : إن أبي مرض مرضاً شديداً ، حتى خفنا عليه ، فبكى بعض أهله عند رأسه ، فنظر فقال : إني لست بميت من وجعي هذا ، إنه أتاني اثنان فأخبراني أني لست بميت من وجعي هذا . قال : فبرئ ، ومكث ما شاء الله أن يمكث ، فبينا هو صحيح ليس به بأس قال : يا بني ، إن اللذين أتياني من وجعي ذلك ، أتياني ، فأخبراني أني ميت يوم كذا وكذا . . قال : فمات في ذلك اليوم . . [4] . 5 - وفي رواية : أن أحدهم قال : قلت للرضا عليه السلام : الإمام يعلم إذا مات ؟ قال : نعم ، يعلم بالتعليم ، حتى يتقدم في الأمر . قلت : علم أبو الحسن بالرطب والريحان المسمومين ، الذين بعث إليه يحيى بن خالد ؟ قال : نعم . قلت : فأكله وهو يعلم ؟ قال : أنساه لينفذ فيه الحكم . . [1] . 6 - وعن أبي عبد الله عليه السلام في حديث : أنه أتى أبا جعفر بليلة قبض ، وهو يناجي ، فأومأ إليه بيده : أن تأخر ، فتأخر حتى فرغ من المناجاة ، ثم أتاه ، فقال : يا بني ، إن هذه الليلة التي أقبض فيها ، وهي الليلة التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وآله . . قال : وحدثني : أن أباه علي بن الحسين أتاه بشراب في الليلة التي قبض فيها ، وقال : اشرب هذا . فقال : يا بني إن هذه الليلة التي وعدت أن أقبض فيها ، فقبض فيها . . [2] . والأحاديث التي تفيد هذا المعنى كثيرة . . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

1