logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ أسبوعين

كيف تتعامل مع والديك بحكمة

السلام عليكم أنا لا أعرف كيف أمر والدي با المعروف وانهاهما عن المنكر عند صدور المنكر منهما بطريقة لاتؤذيهمااو لا تؤدي بي الى العقوق بهما رغم اني احاول ذالك ورغم ذالك اقع بمشاكل كبيرة معهما تؤثر على ديني وعقوق لهما بين كل عدة أيام أو أسابيع واخرى سواء كان بسبب ذالك الأمر با المعروف أو لغير اسباب اخرى هل يجب علي في هذه الحالة ترك الأمر با المعروف وانهي عن المنكر +كيف اتخلص من مشكلة عقوقي لهما لأنهما لايرضيان لي أن اامر با المعروف وانهاهما عن المنكر رغم اني احاول ولا استطيع تجاوز هذا الذنب وهل دعائهما علي مستجاب من هذه الناحية +وهل أنا عاق لهما والله ليس رضٍ علي شكرا جزيلا لكم ونتمنى منكم الدعاء لنا بتوفيق لرضا والدي الأنال بذالك رضا الله .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، إنّ مسألة التعامل مع الوالدين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أدقّ وأصعب المواقف التي قد يمرّ بها الإنسان المؤمن، لأنّها تجمع بين واجبين عظيمين: برّ الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. في مثل حالتك، من المهم أن تدركي أنّ الله تعالى جعل للوالدين مكانة عظيمة، وأمر بالإحسان إليهما حتى وإن كانا على غير الصواب، ما لم يأمراك بمعصية مباشرة لله. ومع ذلك، لم يسقط عنك واجب النصح، لكنّه اشترط أن يكون ذلك بأرقى أساليب اللطف والاحترام، دون رفع صوت أو إظهار استعلاء أو جرح لمشاعرهم. قال تعالى في محكم التنزيل، ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾(١) عندما تجدين أن نصحك لهما يسبب مشاكل كبيرة أو يؤدي إلى توتر شديد أو حتى عقوق، عليك أن تراجعي طريقة النصح، وتختاري الأوقات المناسبة والكلمات الأكثر رفقاً، بل أحياناً قد يكون الصمت أو الدعاء لهما بالهداية أفضل من المواجهة المباشرة، خاصة إذا كانا لا يتقبلان النصح. ليس من الواجب عليك أن تكرري النهي عن المنكر إذا كان ذلك يؤدي إلى أذى كبير أو قطيعة أو عقوق، بل يكفي أن تظهري عدم رضاك عن المنكر بقلبك، وتستمري في الدعاء لهما بالهداية، وتبحثي عن طرق غير مباشرة للتأثير عليهما، كأن تظهري أمامهما حسن الخلق، أو تذكري فضائل الطاعة لله بشكل عام دون توجيه مباشر. أما عن مسألة العقوق، فاعلمي أن العقوق يتحقق عندما يصدر منك أذى مقصود أو إساءة أو تقصير متعمد في حقهما، أما إذا كان ما يحصل نتيجة حرصك على الخير لهما، مع اجتهادك في اللطف والاحترام، فالله تعالى أرحم بك من أن يحاسبك على نية صالحة وسعي صادق. ومع ذلك، عليك أن تراقبي نفسك دائماً، وتستغفري الله إذا شعرت أنك تجاوزت في كلمة أو تصرف، وتسعي دوماً لإرضائهما بالمعاملة الحسنة والكلمة الطيبة. أما دعاؤهما عليك، فليس كل دعاء مستجاباً، خاصة إذا كان سببه حرصك على طاعة الله أو نصحهما بلطف، والله تعالى يعلم ما في القلوب، وهو أعدل وأرحم من أن يظلم عبداً اجتهد في البر والإحسان ، فاجعلي رضا الله غايتك، واعملي على كسب رضا والديك بالمعاملة الحسنة، وادعي لهما بالهداية، واطلبي من الله أن يلين قلوبكما جميعاً للخير والصلاح. أسأل الله أن يرزقك الحكمة والرفق، ويجعل رضا والديك سبباً لرضاه عنك. ——— ١- [ سورة الإسراء: آية 23]