( 17 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الشك

السلام عليكم ، لقد اقرا دروسي واذا بي اشعر بشعور خوف من ورود فكرة سيئة في النفس عن الله فبدأت بالاستغفار وعندما كنت اقرا شككت بنفسي هل وردت فكرة سيئة ام لا وهل قمت بالاستغفار في وقتها ام لا ، مع وجود نسبة شك باني استغفرت ، وان لم نستغفر فهل هنالك اثم علي ام لا ، ام لا احاسب لانه حديث نفس لكني تجاهلت الامر وقمت بالبناء على اساس انه شك ، واني كثيرة شك


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته جاء في كتاب جامع السعادات - لمحمد مهدي النراقي - ج 1 - ص 156 - 159 قال : حديث النفس لا مؤاخذة عليه قد عرفت أن الوساوس بأقسامها مشتركة في إحداث ظلمة وكدرة في النفس, إلا أن مجرد الخواطر - أي ( حديث النفس ) وما يتولد عنه بلا اختيار كالميل وهيجان الرغبة - لا مؤاخذة عليهما, ولا يكتب بهما معصية, لعدم دخولهما تحت الاختيار, فالمؤاخذة عليهما ظلم, والنهي عنهما تكليف بما لا يطاق, والاعتقاد وحكم القلب بأنه ينبغي بأنه يفعل هذا فيؤاخذ به, لكونه اختياريا . وقريب منه ما روي : إن رجلا كتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) يشكو إليه لمما يخطر على باله, فأجابه في بعض كلامه : " إن الله إن شاء ثبتك فلا يجعل لإبليس عليك طريقا . وكذا الهم بالفعل والعزم عليه, إلا أنه إن يفعل مع الهم خوفا من الله وندم عنه كتبت له حسنة, وإن لم يفعل لمانع منه لا لخوف الله سبحانه كتبت عليه سيئة . والدليل على هذا التفصيل : أما على عدم المؤاخذة على مجرد الخاطر فما روي في الكافي : " إنه جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله هلكت, فقال له هل أتاك الخبيث فقال لك من خلقك ؟ فقلت : الله تعالى, فقال لك : الله من خلقه ؟ فقال له : أي والذي بعثك بالحق لكان كذا . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ذاك والله محض الإيمان " . ومثله ما روي : إن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال يا رسول الله ! نافقت, فقال : " والله ما نافقت ! ولو نافقت ما أتيتني تعلمني, ما الذي رابك ؟ أظن أن العدو الحاضر أتاك, فقال : من خلقك ؟ فقلت : الله تعالى خلقني, فقال لك : من خلق الله ؟ فقال : أي والذي بعثك بالحق لكان كذا, فقال : إن الشيطان أتاكم من قبل الأعمال فلم يقو عليكم, فأتاكم من هذا الوجه لكي يستزلكم, فإذا كان كذلك فليذكر أحدكم الله وحده " .