السلام عليكم سيدنا اني شاب عمري 26 سنه
كان والدي يلح علي في الزواج من بنت عمي مرارا وتكرارا وكنت دائما ارفظ الاانه خطبها لي بدون علمي وبدون ان اراها لا في مره اومرتين عندما كنا اطفال فزوجني غصب وانا ليس لي نفس فيها ولم احسسها اني لم احبها لانها ليس لها ذنب ولانها تحبني كثيرا وهي مؤمنه تصلي وتصوم وصابرة ولم تقصر معي في شي ولكن سيدنا لااستطيع ان احبها انجبت لي اطفال دعيت الله ان احبها لكن لم استطيع ولان مرا على زوجنا سبع سنوات لم اشعر اني متزوج طوال هذه المده لم اشعر باالراحه ماذا افعل سيدنا لاني لااستطيع ان اطلقها لانها بنت عمي وعمي انسان طيب واخوتها كذلك ولا استطيع ان اتزوج لان حالتي الماديه لاتسمح لي ارجو ان تدعو لي مولاي.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، إن ما مررت به من زواج دون رغبة حقيقية منك، ثم إستمرارك في الحياة الزوجية رغم عدم ميل قلبك؛ لهو ابتلاء ليس بالسهل، ويحتاج إلى صبر وحكمة كبيرة.، وإنا نقدّر مشاعرك وحيرتك، ونتفهم ثقل المسؤولية التي تحملها تجاه زوجتك وأولادك، وخاصة وأنك لم تظلمها في المعاملة، بل حاولت أن تكون عادلاً معها رغم ما في قلبك من جفاء عاطفي.
من المهم أن تدرك أن الزواج في الإسلام ليس مجرد إرتباط جسدي أو إجتماعي، بل هو مودة ورحمة وسكينة، وقد يكون غياب هذه المشاعر سبباً في شعورك بعدم الراحة، ولكن في الوقت نفسه، هناك جانب آخر مهم، وهو الوفاء بالعهد، ورعاية الأسرة، وعدم ظلم من ارتبطت بك وأخلصت لك، وزوجتك كما وصفتها، مؤمنة وصابرة ومخلصة، وهذه نعمة كبيرة قد لا يدركها الإنسان إلا حين يفقدها.
أحياناً، القلب يحتاج إلى وقت طويل حتى يلين، وخاصة إذا كان في البداية مجبراً أو غير راغب، ولكن مع مرور السنوات، يمكن للإنسان أن يغيّر نظرته إذا حاول أن يرى الجوانب الإيجابية في شريكه، ويبحث عن نقاط الجمال في روحه وأخلاقه، لا في صورته أو في ما كان يتصوره عن الحب، وكثير من الأزواج لم يبدأوا حياتهم بمشاعر قوية، ولكن مع العشرة الطيبة، والإحترام المتبادل، والتقدير، تولّدت بينهم مودة صادقة.
أنصحك يا ولدي أن تفتح قلبك قليلاً، وتحاول أن تقترب من زوجتك بروح جديدة، وبعيداً عن المقارنات أو الأحكام المسبقة، وجرب أن تتحدث معها عن مشاعرك بشكل لطيف، وليس لتجرحها، بل لتبني معها علاقة أكثر صدقاً ودفئاً، وشاركها اهتماماتك، واطلب منها أن تشاركك ما تحب، واصنع معها ذكريات جديدة، ولو كانت بسيطة. أحياناً، التفاصيل الصغيرة تصنع فرقاً كبيراً في القلوب.
أما عن فكرة الطلاق، فهي ليست حلاً سهلاً ولا سريعاً، خاصة مع وجود أطفال وأسرة مترابطة، والطلاق قد يريحك ظاهرياً، ولكنه سيترك جراحاً عميقة في قلب زوجتك وأولادك، وربما في نفسك أيضاً. لذلك، اجعل هذا الخيار بعيداً قدر الإمكان، وركّز على إصلاح ما يمكن إصلاحه، واطلب من الله أن يلين قلبك ويشرح صدرك لما فيه الخير.
أدعوك أن تكثر من الدعاء، وتطلب من الله أن يرزقك القبول والسكينة، وأن يجعل بينك وبين زوجتك مودة ورحمة. أسأل الله أن يشرح صدرك ويؤلف بين قلوبكم ويبارك في أسرتكم بحق النبي الكريم وآله الطيبين الطاهرين.