حقوق الزوجة والأطفال

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، اعلمي، إنَّ العلاقة الزوجية في الإسلام تقوم على المودة والرحمة والتعاون، ولكل من الزوجين حقوق وواجبات متبادلة. فمن حقك كزوجة أن يكون لك نصيب من وقت زوجك واهتمامه، خاصة مع وجود طفلتين بحاجة إلى رعاية وعاطفة الأب، وليس من العدل أن يقتصر وجوده في البيت على أوقات متأخرة أو أن ينشغل دائماً بأهله وأصدقائه دون مراعاة حاجات أسرته الصغيرة، فالإسلام يؤكد على أهمية العدل بين المسؤوليات، وأن الزوج مسؤول عن رعاية زوجته وأولاده، وأن يمنحهم من وقته وحنانه، ولا يجوز له إهمال هذا الجانب. أما بالنسبة لرغبتك في إنجاب طفل آخر، فالأصل أن الإنجاب قرار مشترك بين الزوجين، ولا يجوز لأحدهما أن يفرض رأيه على الآخر دون حوار وتفاهم. من حقك أن تعبري عن رغبتك بوضوح وهدوء، وأن تطلبي منه أن يستمع إلى مشاعرك وأسبابك، كما من حقه أن يوضح لك وجهة نظره ، لكن لا يحق له أن يمنعك من حقك في الأمومة دون سبب شرعي أو اتفاق بينكما، بل ينبغي أن يكون هناك تشاور وتراحم في اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية. أنصحك بمحاولة الحديث معه في وقت هادئ بعيداً عن الضغوط، وبيان حاجتك لوجوده ودعمه، وشرح أثر غيابه على حياتك وحياة الأطفال. حاولي أن تفتحي معه باب الحوار حول الإنجاب، وأن تصلا إلى قرار يرضي الطرفين ويراعي ظروف الأسرة، فإن تعذر الوصول إلى تفاهم، يمكنك الاستعانة بشخص حكيم من العائلة للمساعدة في تقريب وجهات النظر. أسأل الله أن يؤلف بين قلوبكم ويصلح أحوالكم ويمنحكم السكينة والمودة.