توازن بين الزواج والدراسة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي العزيزة، أول ما نوصيك به أن تدركي أنّ ضبط الشهوة جهادٌ مستمر، وأصل الطريق فيه هو تقوى الله، وغضّ البصر، وحفظ السمع والقلب كما قال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا۟ فُرُوجَهُمْ ... المزید وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ (النور: 30-31)، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ﴾ (العنكبوت: 45). أما بشأن دراستك: فيمكنك الجمع بين الدراسة ومسؤوليات الزواج إذا توفّر التفاهم والدعم من الزوج والأسرة. وبالنسبة للزواج وهو الأهم: فإذا كان الخاطب معروفاً بالدين والخلق والكفاءة، فالزواج يعين على العفة ويحفظ من الوقوع في الحرام. وقد أمر الله تعالى بقوله: ﴿وَأَنكِحُوا ٱلْأَيَـٰمَىٰ مِنكُمْ وَٱلصَّـٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْ﴾ (النور: 32). وعندما تنظري بأن الزواج يخلصك من الشهوة المحرمه، انظري أيضاً إلى الزوج كشريك لحياتك، ومسؤولية وبناء لبيت مؤمن، وفيه نيل لرضا الله وشفاعة مولاتك الزهراء (عليها السلام). واعلمي ياابنتي الكريمة بأنّ التأخير في الزواج قد يعرّض القلب والبدن لفتن أكثر، بينما الزواج باب للعفّة والسكن والرحمة، كما قال تعالى: ﴿وَمِنْ ءَايَـٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًۭا لِّتَسْكُنُوٓا۟ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةًۭ وَرَحْمَةً﴾ (الروم: 21). وقد ورد عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): «رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهِمَا مُتَزَوِّجٌ أَفْضَلُ مِنْ رَجُلٍ قَائِمٍ لَيْلَهُ صَائِمٍ نَهَارَهُ غَيْرِ مُتَزَوِّجٍ» [الكافي، ج 5، ص 329]. فالزواج باب إلى كمال الدين، ومفتاح للسكينة، وعون على الطاعة. نسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، ويكتب لكِ الخير حيث كان، ويحقق لكِ العفة، ونيل رضا الله وشفاعة أهل البيت (عليهم السلام).