وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، إن ما تمرين به من ضغوطات أسرية وأجواء مليئة بالكلمات الجارحة والكفران أمر ثقيل على قلبكِ، وخاصة وأنتِ في سن تحتاجين فيه إلى الدعم والهدوء والتركيز على دراستكِ ومستقبلكِ، ومن الطبيعي أن تشعري بالحزن والخوف على والدتكِ، وأن تتألمي من تصرفات إخوتكِ، ولكن يجب أن تعلمي أن البلاء جزء من حياة الإنسان، وليس بالضرورة أن يكون عقوبة أو دليلاً على غضب الله، بل قد يكون إمتحاناً ليرفع الله به درجاتكِ ويقوي صبركِ وإيمانكِ.
أنتِ تقومين بواجباتكِ من الدعاء والصلاة والإلتزام، وهذا بحد ذاته نعمة عظيمة وسبب للثبات.
أحياناً لا تظهر آثار الدعاء بسرعة، ولكن الله يسمع ويرى، وقد يؤخر الإجابة لحكمة لا نعلمها، فلا تجعلي قسوة من حولكِ تدفعكِ إلى اليأس أو التفكير في إنهاء حياتكِ، فهذه وساوس يجب أن تواجهيها بالإستعاذة بالله، وتذكري أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وأنكِ لستِ مسؤولة عن أفعال الآخرين، بل عن نفسكِ فقط.
حاولي أن تبتعدي قدر الإمكان عن النقاشات التي تثير الغضب في البيت، وركزي على دراستكِ ومستقبلكِ، فهذا باب أمل لكِ ولأسرتكِ في المستقبل، وإذا شعرتِ بالخوف أو الضيق الشديد، تحدثي مع والدتكِ أو مع شخص تثقين به خارج الأسرة، كمعلمة أو قريبة حكيمة، فقد يكون وجود من يسمعكِ ويدعمكِ معنوياً مهماً جداً في هذه المرحلة، ولا تحملي نفسكِ فوق طاقتها، وذكري نفسكِ دائماً أن الله مع الصابرين، وأن الفرج قريب مهما طال البلاء.
أسأل الله أن يفرج همكِ ويهدي قلوب أهلكِ ويثبتكِ على الإيمان والصبر بحق النبي الكريم وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين).