السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اني بنت عمري 15سنه احب رجل دين اكبر مني ب11سنه وهو شيخ معمم عادي اعترف له بحبي ؟وانوب يزوجني على سنة الله ورسولهِ يعني بدون ما ادخل معاه بعلاقة حب وتستمر سنين لا؟اريد حل واريد رايكم وشنو الحل وشنو اسوي جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم جميعا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة، إن ما تشعرين به من ميلٍ قلبي تجاه رجلٍ تظنين فيه الصلاح والتقوى هو أمرٌ قد يحدث، وينبع غالبًا من تقديركِ لتدينه وعلمه، ورغبتكِ في تأسيس حياةٍ أسريةٍ على أساسٍ متين من الإيمان. هذه النية في ذاتها نبيلة وطاهرة، وهي السعي نحو العفاف وتكوين أسرة صالحة.
ولكن يا ابنتي، إن الطريقة التي يُعبّر بها عن هذه الرغبة هي التي تحدد قيمة صاحبها وتحفظ كرامته ، فالإسلام قد وضع للمرأة مكانة عالية، وصان كرامتها وحياءها، وجعلها مطلوبةً عزيزة ، لا طالبةً، وإنَّ المبادرة المباشرة من الفتاة بالاعتراف بمشاعرها لرجل، حتى وإن كانت نيتها الزواج، هو أمرٌ يخالف ما أراده الله لها من وقارٍ وحياء ، وقد يضعها في موقف لا تُحسد عليه، كما قد يضع ذلك الرجل في حرج شديد ، خاصةً وأنه ليس برجل عادي وإنما هو شخص ذو مكانة اجتماعية ، ونظرة المجتمع له تختلف عن نظرتهم لغيره فلابد أن تراعي ذلك فيه.
إن الحل الأمثل لا يكمن في المصارحة المباشرة، بل في سلوك السبل التي تحفظ لكِ كرامتكِ وتتوافق مع الأصول الشرعية والاجتماعية ، فالطريق القويم هو أن تتجهي بقلبكِ أولاً إلى الله، تسألينه الخيرة في أمركِ، فإن كان في هذا الرجل خيرٌ لكِ في دينكِ ودنياكِ وعاقبة أمركِ، فيُيسّره الله لكِ من حيث لا تحتسبين.
والخطوة العملية بعد التوكل على الله، هي أن تفاتحي بالموضوع شخصية حكيمة وراجحة العقل من أهلكِ ، كوالدتكِ أو إحدى قريباتكِ الموثوقات ، فإنَّه يمكن لهذه الشخصية أن تتحرى عن أمر هذا الرجل بطريقة غير مباشرة، وتعرف إن كان يفكر في الزواج أصلاً أم لا ، وإن كانت ظروفه مناسبة أم لا ، فإن كان يرغب بالحصول على زوجة أو يبحث عنها ، حينذاك يمكنها أن تعرض عليه الأمر بشكلٍ لائق يحفظ لكِ كامل حياءكِ ووقاركِ، كأن تذكر له أن هناك فتاة صالحة من عائلة طيبة تناسبه، دون أن تبدو المسألة وكأنها نابعة منكِ مباشرة.
بهذه الطريقة، إن كان هناك قبول، سيمضي الأمر في طريقه الرسمي عبر الأهل، وإن لم يكن هناك نصيب، حُفظت لكِ كرامتكِ ولم يُخدش حياؤكِ، وبقي الأمر سراً مصوناً ، تريثي يا ابنتي، فالعجلة في مثل هذه القرارات المصيرية قد تورث الندم ، سلمي الأمر لله، واسلكي السبل القويمة، واعلمي أن ما قدره الله لكِ سيأتيكِ في وقته المناسب وبالطريقة التي تليق بكِ.
أسأل الله أن يقدر لكِ الخير حيث كان ويرضيكِ به.