احمد جواد ( 18 سنة ) - العراق
منذ 5 سنوات

سيرة الامام الكاظم

السلام عليكم. بما ان هذه ايام حزن بذكرى استشهاد مولانا الامام موسى الكاظم عليه السلام فهل يمكن ان تستعرضوا على بعض الفضائل والروايات في هذا الامام الجليل لكي نعلم ولو بالشيء القليل عن سيرته عليه السلام وجزاكم الله خير الجزاء؟


عليكم السلام قال الشيخ المفيد : كان ابوالحسن موسى (عليه السلام) أعبد اهل زمانه وأفقههم وأسخاهم كفا واكرمهم نفسا ؛ وروى انه كان يصلى نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع الشمس ويخرلله ساجدا فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس وكان يدعو كثيرا فيقول " اللهم انى اسئك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب " ويكرر ذلك ؛ وكان من دعائه (عليه السلام) " عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك " ؛ وكان يبكى من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع وكان اوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل الزنبيل فيه العين والورق والادقة والتمور فيوصل اليهم ذلك ولا يعلمون من إي جهة هو . اخبرنى الشريف ابومحمد الحسن بن محمد بن يحيى قال : حدثنا جدى يحيى بن الحسن بن جعفر قال : حدثنا اسمعيل بن يعقوب قال : حدثنا محمد بن عبدالله البكري قال : قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى ابى الحسن موسى (عليه السلام) فشكوت اليه ! فأتيته بنقمي في ضيعته فخرج إلى ومعه غلام معه منسف فيه قديد مجزع ليس معه غيره فأكل وأكلت معه ثم سئلنى عن حاجتى فذكرت له قصتي فدخل ولم يقم الا يسيرا حتى خرج إلى فقال لغلامه : اذهب ثم مديده إلى فدفع إلى صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت ؛ واخبرني الشريف ابومحمد الحسن بن محمد عن جده عن غير واحد من أصحابه ومشايخه ان رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذى أبا الحسن موسى (عليه السلام) ويسبه اذا رآه ويشتم عليا (عليه السلام) فقال له بعض جلسائه يوما : دعنا نقتل هذا الفاجر؟ فنها هم عن ذلك أشد النهى وزجرهم اشد الزجر فسئل عن العمرى؟ فذكر انه يزرع بناحية من نواحي المدينة فركب اليه فوجده في مزرعة له فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمرى لا توطئ زرعنا فتوطأه أبوالحسن (عليه السلام) بالحمار حتى وصل اليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه وقال له : كم غرمت في زرعك هذا؟ فقال : له مائة دينار قال : وكم ترجو أن تصيب؟ قال : لست أعلم الغيب قال له : انما قلت لك ترجو ان يجيئك فيه ؟ قال : ارجو أن يجيئنى فيه مائتا دينار قال : فاخرج أبو الحسن (عليه السلام) صرة فيها ثلاثمائة دينار وقال : هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو قال : فقام العمرى فقبل رأسه وسئله ان يصفح عن فارطه فتبسم اليه أبوالحسن (عليه السلام) وانصرف قال : وراح إلى المسجد فوجد العمرى جالسا فلما نظر اليه قال : الله اعلم حيث يجعل رسالته قال : فوثب أصحابه اليه فقالوا له : ما قصتك قد كنت تقول غيرهذا؟ قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الآن وجعل يدعو لا أبى الحسن (عليه السلام) فخاصموه وخاصمهم فلما رجع أبوالحسن (عليه السلام) إلى داره قال لجلسائه الذين سئلوه في قتل العمرى : أيما كان خيرا ما أردتم أوما أردت؟ انى اصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت به شره. وذكر جماعة من أهل العلم ان أبا الحسن (عليه السلام ) كان يصل بالمأتى دينار إلى ثلاثمائة دينار وكانت صرار ابو الحسن موسى مثلاً . وذكر ابن عمار وغيره من الرواة انه لما خرج الرشيد وقرب من المدينة استقبلته الوجوه من اهلها يقدمهم موسى بن جعفر (عليه السلام ) على بغلة فقال له الربيع : ما هذه الدابة التي تلقيت عليها امير المؤمنين وانت طلبت عليها لم تدرك وان طلبت فلم تفي فقال : انها تطأطأت من خيلاء الخيل وارتفعت من ذلت العير وخير الامور اوسطاها . قالوا : ولما دخل هارون الرشيد الدينه توجه لزيارة قبر النبي (صلى الله عليه واله) وسلم وقال : السلام عليك يارسول الله السلام عليك يابن عم مفتخرا بذلك على غيره فتقدم ابو الحسن (عليه السلام ) الى القبر وقال : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابة ؛ فتغير وجه الرشيد وتبين الغيض فيه . وروى ابوزيد قال : اخبرني عبد الحميد قال : سال محمد بن الحسن ابا الحسن موسى (عليه السلام ) بمحضر الرشيد وهم بمكة فقال له : ايجوز للمحرم ان يضلل عليه محرمه؟ فقال (عليه السلام ) : لا يجوز له ذلك مع الاختيار فقال محمد بن الحسن : افيجوز ان يمشي تحت الظلال مختار ؟فقال له : نعم فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك فقال ابو الحسن موسى (عليه السلام ) : اتعجب من سنة النبي (صلى الله عليه واله) كشف الظلال في احرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم وان احكام الله يامحمد لاتقاس فمن قاس بعضها على بعض فقد ضل عن سو السبيل فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا . وقد روى الناس عن ابي الحسن (عليه السلام ) فاكثروا وكان افقه اهل زمانه واحفظهم لكتاب الله واحسنهم صوتا بالقران وكان اذا قرأ يحدر ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته وكان الناس بالمدينة يسمونه زين المتهجدين. وسمي بالكاظم لما كظمه من الغيظ وصبر عليه من فعل الظالمين به حتى مضى قتيلا في حبسهم ووثاقهم .… من اقواله عليه السلام قال [ع] مخاطبا أحد أصحابه وطلبته هشام بن الحكم: يا هشام، مثل الدنيا مثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتى يقتله. يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة، وأما الباطنة فالعقول. يا هشام تمثلت الدنيا للمسيح [ع] في صورة امرأة زرقاء فقال لها: كم تزوجت؟ فقالت: كثيراً، قال: فكلّ طلقك؟ قالت: لا بل كلاّ قتلت. قال المسيح [ع]: فويح لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بالماضين. وقال [ع]: المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه. وقال [ع]: ليس حسن الجوار كف الأذى. ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى. وقال [ع]: عونك للضعيف من أفضل الصدقة. الهدف من بعث الانبياء قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : " ... المزید يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللَّهُ أَنْبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَى عِبَادِهِ إِلَّا لِيَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ ، فَأَحْسَنُهُمُ اسْتِجَابَةً أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً ، وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا ، وَ أَكْمَلُهُمْ عَقْلًا أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ . يَا هِشَامُ : إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ : حُجَّةً ظَاهِرَةً ، وَ حُجَّةً بَاطِنَةً ، فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ ( عليهم السلام ) ، وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ " فضل زيارة الامامين الطاهرين المعصومين أبي الحسن موسى بن جعفر و أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليهم ببغداد وفضل مشهدهما عن علي بن الخلال قال: ( ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر (عليه السلام) ، و توسلت به إلا سهل الله لي ما أحب ) و رأى في بغداد امرأة تهرول ، فقيل إلى أين ؟ ، قالت: إلى موسى بن جعفر، فإنه حبس ابني ، فقال لها حنبلي : إنه قد مات في الحبس ، فقالت: بحق المقتول في الحبس أن تريني القدرة ، فإذا بابنها في أطلق وأ خذ ابن المستهزي بجنايته ) ، ابن سنان ، قلت للرضا ( عليه السلام ): ما لمن زار أباك ؟ ، قال : ( له الجنة فزره ) ، عن الرضا (عليه السلام) : إن الله نجى بغداد بمكان قبر أبي الحسن (عليه السلام) ، و قال (عليه السلام): وقبر ببغداد لنفس زكية ** تضمنها الرحمن في الغرفات وقبر بطوس يا لها من مصيبة ** ألحت على الأحشاء بالزفرات عن ابن سنان ، قال: قلت للرضا (عليه السلام) : ( ما لمن زار أباك؟ ، قال: الجنة فزره )، .عن الرضا (عليه السلام) ، قال: ( إن الله نجا بغداد لمكان قبور الحسينيين فيها ) ، عن ابراهيم بن عقبة ، قال : ( كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) ، و عن زيارة أبي الحسن و أبي جعفر (عليهما السلام) ، فكت إليّ :أبو عبد الله المقدم ، و هذا أجمع و أعظم أجراً ) ، عن الوشّا ، قال : ( قلت للرضا (عليه السلام) : ما لمن زار قبر أبي الحسن (عليه السلام) ؟، قال: له مثل ما لمن زار قبر أبي عبد الله (عليه السلام) …

2