logo-img
السیاسات و الشروط
فاطمه ( 18 سنة ) - العراق
منذ شهر

تصحيح العلاقة مع العائلة

سلام عليكم حدث خلاف بسيط بيني وبين اختي وامي زعلت من عندي اني وهيه حالياً ماتتكلم وياي على رغم اني ما تجاوزت او زعلتها بس هيه على زعل اختي فَ ماذا افعل؟؟ صار نوع من لزعل او لحقد بداخلي بسبب تفرقتها بينا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ابنتي الكريمة، أتفهم ثقل ما تشعرين به في صدرك، فإن جفاء الأم وبرودها لهو من أشد الأمور على قلب الأبناء، لكن دعينا ننظر إلى الأمر من زاوية أعمق، بعيدًا عن ظاهر الخلاف ومن المخطئ ومن المصيب. إن قلب الأم هو وعاء المحبة لجميع أبنائها، وحين ترى أي شقاق أو نزاع بينهم، يتألم قلبها كأنما الألم يصيبها هي مباشرة، فغضبها منكِ ليس بالضرورة انحيازًا لأختكِ، بل هو تعبير عن حزنها العميق لرؤية هذا الوئام العائلي يتصدع، ولو بخلاف بسيط، إنها تتألم لرؤية ابنتيها، اللتين هما قطعة من روحها، في حالة من التنافر. أما الشعور الذي وصفتِه بالحقد أو الزعل بسبب ما ترينه تفرقة، فهو نار خفية تأكل من سلامكِ الداخلي قبل أن تؤثر في أي شخص آخر، هذا الشعور هو العدو الحقيقي الذي يجب عليك أن تواجهيه أولاً، لأنه يغلق أبواب الرحمة في قلبكِ ويحرمكِ من صفاء الروح ، إن الانتصار الحقيقي ليس في إثبات أنكِ على حق، بل في السمو فوق هذه المشاعر والتمسك برباط أقدس وأهم، وهو رضا والدتك. قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾(١) . فالخطوة العملية الآن ليست في محاولة شرح موقفكِ أو الدفاع عن نفسكِ، فالأم في حالة حزنها قد لا تكون مستعدة للاستماع للمنطق ، بل الحل يكمن في المبادرة باللطف والإحسان، فاذهبي إليها في وقت هدوءها ، وقبّلي يدها ورأسها، وقولي لها بصدق: "أمي، رضاكِ عني هو الأهم عندي من كل شيء ، يؤلمني أن أراكِ متألمة بسببي، ولا أحتمل أن يكون في قلبكِ شيء اتجاهي ، ولا تدخلي في تفاصيل الخلاف مع أختكِ، بل اجعلي كل همكِ هو مسح الحزن عن قلب والدتكِ. هذه المبادرة منكِ لن تنقص من قدركِ شيئًا، بل ترفعكِ في عين الله قبل عينها، وتثبت نبل معدنكِ ، إنَّ برَّ الوالدين ليس مكافأة على عدلهم، بل هو واجب مطلق وتوفيق إلهي. بعد أن تستعيدي ودّ والدتكِ، ستجدين أن الطريق لإصلاح العلاقة مع أختكِ قد أصبح أسهل بكثير، وقد يزول الخلاف من تلقاء نفسه ، فركّزي على الأصل، والأصل هو رضا أمكِ. أسأل الله أن يلين قلب والدتكِ عليكِ ويجمع شملكم على المحبة والوئام. ————- ١- [سورة لقمان: آية 14، 15].