- العراق
منذ 3 سنوات

حول خطبة الزهراء « عليها السلام »

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . سماحة السيد المجاهد آية الله السيد جعفر العاملي . . أتقدم إليكم طارحاً عدة أسئلة حول مصاب الزهراء عليها السلام : 1 - هل الخطبة التي ألقتها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في المسجد أمام أبي بكر والمهاجرين والأنصار ، كان قبل الهجوم على الدار أو بعد الهجوم ؟ ! وما الدلائل على ذلك ؟ . . 2 - إن كان بعد الهجوم على الدار , فلم لم تذكر السيدة فاطمة عليها السلام مصابها وما جرى عليها للناس ؟ 3 - وقد أثار بعد المخالفين هذا التساؤل : أنه بعد تلك المصائب والإصابات والأذية , كإسقاط المحسن عليه السلام ، وكسر الضلع ، كيف خرجت الزهراء عليها السلام من بيتها وتحملت , بينما هذه الإصابات قد تقعد شخصاً في بيته لمدة طويلة ؟ ولكم منا جزيل الشكر والامتنان . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . 1 - بالنسبة للسؤال عن تاريخ خطبتها نقول : إن السيدة الزهراء عليها السلام قد ألقت خطبتها المشار إليها بعد اغتصابهم لفدك ، واستيلائهم على إرثها من أبيها صلوات الله وسلامه عليه وعليها ، وعلى الأئمة الطاهرين . وقد كان اغتصابهم لفدك بعد عشرة أيام من استشهاد رسول الله « صلى الله عليه وآله » [1] . ويدل على ذلك قول الطبرسي أيضاً : « لما بويع أبو بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، فجاءت فاطمة الزهراء عليها السلام إلى أبي بكر . . الخ . . » [2] . فإن استقامة الأمر لأبي بكر على جميع المهاجرين والأنصار ، لم يتيسر له إلا بعد عدة أيام ، كما يظهر من نقلهم الكثير من الاعتراضات التي واجهها أبو بكر [3] . 2 - وأما لماذا لم تذكر مصابها ، وما جرى عليها للناس . . فإن من الواضح : أن ذلك لا مبرر له ، لأن الناس كانوا حاضرين لتلك الأحداث الفظيعة ، وناظرين لها ، ولا يزيدهم ذكر هذا الأمر معرفة بأمر يجهلونه ، ولا يزيل عنهم شبهة يحتاجون إلى إزالتها ، ولكن الأمر الذي كان يحتاج إلى كشف وبيان ، هو تلك الشبهة التي ألقاها أبو بكر حول ما تركه رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد كان لا بد من فضح أمره فيها لأن ذلك معناه جعله أمام خيارين ، كل منهما يعد كارثة بالنسبة إليه ، وهما : 1 - جهله بآيات القرآن ، وبأحكام الإسلام البديهية التي لا يجهلها حتى الأطفال . . 2 - إظهار تعمده مخالفة نص القرآن ، وانتهاك حرمة الشريعة ، والدين ، عن علم ودراية والتفات . . وليرى الناس بأم أعينهم : أنه فاقد لأبسط الشرائط والمواصفات التي تؤهله لأن يكون ولياً حتى على عائلته ، فضلاً عن أن يؤتمن على الدين ، وعلى دماء المسلمين ، وعلى أعراضهم ، وأموالهم . . وعلى مستقبل الأمة بصورة عامة . . على أن المتأمل في خطبتها يجد : أنها كانت تركز على أمور من شأنها تعريف الناس بالإمام الحقيقي ، وبيان المواصفات التي تبعد من تصدى لهذا الأمر عن أن يكون أهلاً لأي مقام . . علماً بأن الحديث عما جرى عليها قد يستفيد منه الخصوم لتحويل القضية ، إلى قضية شخصية ، وادعاء أنها كانت حانقة عليهم من أجل ما تعرضت هي شخصياً له ، لا من أجل أخطر قضية ، وهي قضية الإسلام الكبرى . . وأما السؤال الثالث فإننا نقول : إن كسر الضلع ، لا يمنع - ولا سيما بعد مرور عدة أيام - من الحركة والمشي ، مع مراعاة الاحتياط - لا يمنع من الكلام والاحتجاج ، وذلك ظاهر لا يخفى . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين . .