علي « عليه السلام » سيف الله المسلول
بسم الله الرحمن الرحيم ما هو الأصل من تسمية خالد بن الوليد بسيف الله المسلول ؟ وما هي المآخذ على هذا الصحابي ؟ ولكم الأجر والثواب . .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فأما بالنسبة للسؤال عن المآخذ على خالد بن الوليد ، نقول : لقد رووا : أن خالداً شكا عماراً إلى النبي صلى الله عليه وآله ، لكلام جرى بينهما ، فقال صلى الله عليه وآله : إنه من يعادي عماراً يعاديه الله ، ومن يبغض عماراً يبغضه الله ، ومن سبه سبه الله [1] . وقد أخذ خالد بني جذيمة ، وقتلهم صبراً ، بعد أن أمنهم ، ولما بلغ النبي صلى الله عليه وآله ذلك ، رفع يديه وقال : « اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد » . . ثم أرسل الإمام علياً عليه السلام ، فودى لهم الدماء ، وما أصيب من الأموال ، حتى إنه ليدي ميلغة الكلب ، وبقيت بقية من المال ، أعطاهم إياها احتياطاً لرسول الله صلى الله عليه وآله [2] . كما أن خالداً قد أغار على قوم الصحابي المعروف مالك بن نويرة ، فأمنهم أيضاً ، وصلوا وإياهم ، ثم أخذهم فقتلهم ، وقتل مالك بن نويرة ، ونزا على امرأته في نفس تلك الليلة ، وجعل رأسه أثفية تحت القدر التي كان يصنع فيها الطعام . وتكلم عمر بن الخطاب في ذلك عند أبي بكر ، فلم يسمع منه ، وعذر أبو بكر خالداً [3] . وقال : تأول فأخطأ . . أو اجتهد فأخطأ . . وأما بالنسبة لسبب تسمية خالد بسيف الله : فالظاهر : أن منشأها أبو بكر بن أبي قحافة . فإنه حين ألح عليه عمر بن الخطاب بعزل خالد بن الوليد ، بسبب قتله مالك بن نويرة ، محتجاً بأن في سيفه رهقاً . . قال أبو بكر : لا يا عمر ، ما كنت لأشيم سيفاً سله الله على الكافرين [1] . وأما الرواية التي تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي أطلق هذه التسمية على خالد ، وفي مناسبة حرب مؤتة ، حينما أمَّر خالد نفسه على الناس ، بعد قتل جعفر ، وزيد بن حارثة ، وابن رواحة ، حيث يزعمون : أنه صلى الله عليه وآله قال : « اللهم إنه سيف من سيوفك ، فأنت تنصره » . . فمنذ يومئذ سمي خالد : سيف الله [2] . . فهي رواية غير صحيحة ، لأن خالداً انهزم بالناس في مؤتة ، فكيف يعطي النبي صلى الله عليه وآله الأوسمة للمهزوم ؟ ! وحينما عاد الجيش إلى المدينة جعل الناس يحثون التراب في وجوههم ، ويقولون : يا فرار في سبيل الله . . ودخل أفراد ذلك الجيش إلى بيوتهم ، ولم يعد يمكنهم الخروج منها ، لأنهم كلما خرجوا صاح الناس : أفررتم في سبيل الله . . [3] . والكلام حول هذا الموضوع طويل ، وتجد في كتاب الغدير للعلامة الأميني بعض الكلام حوله . . سيف الله المسلول علي « عليه السلام » : غير أن الحقيقة هي : أن هذا اللقب « سيف الله المسلول » هو من مختصات علي عليه السلام ، ولكن قد سرق في جملة كثيرة من فضائله ، ومناقبه عليه السلام ، في غارات شعواء من الشانئين والحاقدين والمبطلين ، والمزورين للحقائق . . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله ، أنه قال : « علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين » [1] . وفي الحديث القدسي ، المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : « وأيّدتك بعلي ، وهو سيف الله على أعدائي » [2] . وحول تسمية التمر بالصيحاني روي عن جابر : أن تسمية التمر بالصيحاني هو أنه صاح : « هذا محمد رسول الله ، وهذا علي سيف الله » [3] . وفي زيارة أمير المؤمنين ، المروية عن الصادق عليه السلام : « وسيف الله المسلول » [1] . وعن النبي « صلى الله عليه وآله » : « هذا علي بن أبي طالب ، هذا سيف الله المسلول على أعدائه » [2] . وعن جابر : « علي سيف الله » [3] . وعن سلمان عن النبي « صلى الله عليه وآله » : « فأنا رسول الله ، وعلي سيف الله » [4] . وعنه « صلى الله عليه وآله » في حديث له عن علي : « وسيف الله وسيفي » [5] . والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين . .